مستقبل تطور تقنية البلوك تشين في الدول العربية لعام 2023
شهدت الكثير من الدول العربية خلال عام 2022، العديد من التطورات التكنولوجية الهائلة، حيث اتجهت للاعتماد على مجموعة من التقنيات الحديثة.
وكان من بين أهم التقنيات التي أدركت عدد كبير من الدول العربية أهميتها، وبدأت في استخدامها بالعديد من القطاعات والمجالات، تقنية البلوك تشين – Blockchain أو ما يُطلق عليها اسم سلسلة الكتل.
فقد كان عام 2022 بمثابة نقلة نوعية لاستخدام هذه التقنية الثورية في عدد كبير من دول الوطن العربي، مثل الإمارات والسعودية ومصر وغيرها.
وقبل أيام قليلة من نهاية العام الجاري، سوف نحاول من خلال هذا المقال توضيح كيف تطورت تقنية البلوك تشين في الدول العربية خلال 2022، وإلى أين ستتجه خلال الأعوام المقبلة.
نظرة عامة على تقنية البلوك تشين في الدول العربية
كما سبق وأن أشرنا في العديد من المقالات السابقة، تصاعدت أهمية تقنية البلوك تشين في العالم كله، خلال السنوات القليلة الماضية.
فلم تعد استخدامات هذه التقنية مقتصرة على العملات الرقمية فقط، بل امتدت لتشمل العديد من المجالات والقطاعات الحيوية والهامة مثل الرعاية الصحية، والخدمات الحكومية، والعقارات، والبنوك، وغيرها.
ولم يكن العالم العربي في معزل عن كل ذلك، فهناك العديد من الدول العربية التي أدركت ضرورة البدء في استخدام هذه التقنية الواعدة، في مختلف المجالات والقطاعات.
وفي ضوء ذلك، بدأت العديد من الحكومات العربية في تطوير أسس تشريعية للمشاريع القائمة على تقنية سلسلة الكتل. كما بدأت أيضًا الكثير من البنوك في المنطقة تعمل على تطوير أنظمة تبادل مدعومة من هذه التقنية.
وعلى الرغم من أن تقنية سلسلة الكتل لاتزال في مراحلها الأولى في الوطن العربي، إلا أن هناك بعض الدول التي استطاعت، على مدار الأشهر القليلة الماضية، أن تقطع شوطًا طويلًا في الاستفادة من هذه التكنولوجيا الواعدة، في عدد كبير من القطاعات، وهو ما سيتم التطرق إليه بشكل تفصيلي في الأجزاء التالية من هذا المقال.
البلوك تشين في الإمارات
تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أهم الدول الرائدة عالميًا في تبني التقنيات الثورية، خاصة تقنية البلوك تشين.
فقد أدركت الإمارات أهمية هذه التقنية في وقت مبكر للغاية، حيث أطلقت الدولة استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية 2021، والتي تهدف لتطويع التقنيات المتقدمة وتوظيفها؛ لتحويل التعاملات الحكومية على المستوى الاتحادي إلى البلوك تشين.
وعلى الرغم من أن الإمارات قد بدأت في التوجه نحو هذه التقنية منذ عدة سنوات، إلا أن عام 2022 كان فارقًا بالنسبة لها. فقد شهد هذا العام إعلان وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية، عن بدء تصديق الوثائق للمتعاملين باستخدام البلوك تشين؛ وذلك لرفع مستوى الأمن الرقمي للبيانات.
كما شهد عام 2022 أيضًا، عقد الاجتماع الأول للجنة أبو ظبي للبلوك تشين والأصول المشفرة؛ لمناقشة إطلاق استراتيجية خاصة لاستخدام تقنية سلسلة الكتل بما يتماشى مع استراتيجية الإمارات الاقتصادية.
وكان الهدف الأساسي من هذا الاجتماع، الذي تم عقده في شهر أغسطس الماضي، هو بناء إطار تنظيمي ومنظومة أعمال متكاملة؛ لتعزيز استخدام البلوك تشين.
كما قام مصرف أبو ظبي الإسلامي، في شهر أكتوبر الماضي، بتوقيع اتفاقية لانضمامه بشكل رسمي إلى منصة تريد كونكت الإمارات – UAE Trade Connect، والتي تعتمد على تقنية سلسلة الكتل؛ لتعزيز العمليات المصرفية والتجارية.
وفي شهر مارس من نفس العام، استضافت دبي أسبوع بينانس – Binance للبلوك تشين، والذي تم خلاله تنظيم العديد من الجلسات الحوارية المباشرة، بحضور مجموعة من أشهر رموز عالم الرقمنة والتشفير على مستوى العالم.
وتتويجًا لكل ذلك، تم في شهر نوفمبر الماضي، الإعلان عن تصنيف الإمارات ضمن أول خمس دول على مستوى العالم تعتمد على تقنية البلوك تشين.
البلوك تشين في السعودية
لم تزدهر تقنية البلوك تشين في الإمارات فقط، بل استطاعت أيضًا أن تسيطر على اهتمامات الحكومة والمستثمرين في المملكة العربية السعودية.
فقد أعلنت الأكاديمية السعودية الرقمية، في بداية عام 2022، عن توقيع اتفاقية مع الهيئة السويسرية لتقنية البلوك تشين؛ لإطلاق أول معهد تدريبي متخصص في هذه التقنية بمنطقة الشرق الأوسط.
وبموجب هذه الاتفاقية، سوف يتم توفير موارد تقنية وتدريبية لتقنية سلسلة الكتل، للمطورين والطلاب ورجال الأعمال وممثلي القطاعات الحكومية.
وفي تطور هائل، أعلنت وزارة الداخلية السعودية، من خلال مساعد الوزير لشؤون التقنية، الأمير بندر بن مشاري، في شهر إبريل الماضي، عن إمكانية سماح المملكة باستخدام العملات المشفرة، خلال المستقبل القريب؛ وذلك في ضوء حرصها على التوسع في استخدام تقنية البلوك تشين في السعودية.
ومن جانبها، أطلقت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، في شهر أكتوبر الماضي، نظام جديد لتوثيق الرسائل النصية، باستخدام تقنية سلسلة الكتل؛ وذلك للحد من عمليات الاحتيال.
جدير بالذكر أن اهتمام السعودية بتقنية البلوك تشين قد ظهر في وقت مبكر للغاية، حيث قامت أمانة منطقة الرياض في عام 2018، بالاتفاق مع شركة أي بي إم – IBM للعمل سويًا من أجل وضع خطة لتطبيق هذه التقنية الثورية في العاصمة؛ بهدف تيسير الخدمات والمعاملات الحكومية للمواطنين، وذلك في إطار رؤية المملكة 2030.
وتعتبر مؤسسة النقد العربي السعودي – ساما، من أوائل البنوك المركزية التي بادرت باستخدام تقنية البلوك تشين في الحوالات المالية.
البلوك تشين في مصر
حظيت تقنية البلوك تشين، على مدار الأشهر القليلة الماضية، باهتمام عدد كبير من القطاعات المصرية؛ وذلك في إطار خطة الحكومة لتسريع عملية التحول الرقمي.
فوفقًا لتقارير صحفية، بدأت الحكومة المصرية مؤخرًا في إجراء محادثات مع العديد من الشركات التقنية؛ للاستفادة من تقنية سلسلة الكتل، في رقمنة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، الدكتور عمرو طلعت، عن أن البلوك تشين سيكون جزءًا رئيسيًا من عملية التحول الرقمي في مصر.
كما بدأ البنك المركزي المصري، في التعاون مع عدد من الشركات العالمية؛ لاختبار هذه التقنية في المجالات المالية. وفي ضوء ذلك، أعلن بنك مصر أنه في طريقه لاستخدام هذه التقنية، بالتعاون مع عدد من الهيئات والمؤسسات.
وعلى الصعيد التعليمي، استضافت جامعة العلمين الأهلية، منذ عدة أسابيع، أول معرض من نوعه لتقنية البلوك تشين في مصر، وذلك على هامش المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، الذي تم تنظيمه تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
مستقبل البلوك تشين في الوطن العربي
على الرغم من التوجه الحالي من قبل الحكومات والمستثمرين في الدول العربية نحو البلوك تشين، إلا أن الطريق مازال طويلًا لبدء استخدام هذه التقنية على نطاق واسع في مختلف أنحاء الوطن العربي.
حيث يرى الخبراء أن هناك بعض التحديات التي من الممكن وأن تقف عائقًا أمام التوسع في استخدام تقنية سلسلة الكتل في المنطقة العربية.
ويأتي على رأس هذه التحديات، غياب المعرفة الشاملة بهذه التقنية، حيث مازال الكثيرون في عالمنا العربي ينظرون إلى البلوك تشين باعتباره تقنية تدعم العملات الرقمية فقط، ولا يعرفون بأن هذه التكنولوجيا أصبح لها العديد من الاستخدامات الأخرى.
أما التحدي الثاني، فيتمثل في عدم توافر الإمكانيات المالية اللازمة لبدء الاعتماد على هذه التقنية؛ وذلك في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعانيها العديد من دول المنطقة.
كما أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بغياب الأطر القانونية والتنظيمية للمعاملات الرقمية بشكل عام، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالبلوك تشين.
ويرى الخبراء والمحللين أنه إذا نجحت الدول العربية في مواجهة هذه العقبات، فسوف يكون لتقنية سلسلة الكتل مستقبل مشرق في المنطقة؛ وذلك في ضوء ما تتمتع به من مميزات عديدة وما تقدمه من فرص رائعة.
الخلاصة
في نهاية هذا المقال، يمكننا القول بأن عام 2022 قد شهد العديد من التطورات المتعلقة باستخدام تقنية البلوك تشين في الوطن العربي. حيث بدأت العديد من الدول تدرك أهمية هذه التقنية، وتستخدمها في العديد من المجالات والخدمات المقدمة لمواطنيها.
ولكن على الرغم من ذلك، إلا أن ما شهده هذا العام لم يكن سوى مجرد بداية للتوسع في استخدام هذه التقنية بشكل أكبر، والاعتماد عليها في المزيد من القطاعات الأخرى.
لقد حاولنا من خلال هذا المقال استعراض أبرز تطورات تقنية البلوك تشين في ثلاث دول عربية وهي الإمارات والسعودية ومصر؛ وذلك من خلال الاستعانة بعدد من البيانات الرسمية والتقارير الصحفية الصادرة عن حكومات هذه الدول وبعض المؤسسات الأخرى بها.
يمكنك بيع وشراء الـNFT على منصة أب يو بدون أي رسوم
تتخلى منصة أب يو عن عمولتها من تداول الـNFTs
سواء كنت ترغب في التعرف على NFT أو Blockchain أو Web3.0 أو Metaverse أو أي تقنيات ناشئة أخرى ، فلدينا الموارد الحيوية التي من شأنها أن تنير وتساعدك على اتخاذ قرار مستنير.
اشترك في النشرة الإخبارية لمدونة UPYO ليصلك كل ما هو جديد من أحدث التطورات في التكنولوجيا الناشئة مباشرة إلى صندوق الوارد الخاص بك.
يمكنك بيع وشراء الـNFT على منصة أب يو بدون أي رسوم
تتخلى منصة أب يو عن عمولتها من تداول الـNFTs