السياحة في الواقع الافتراضي.. 7 أماكن يمكنك زيارتها من منزلك

هل حلمت يومًا بالتجول حول العالم في رحلات سياحية لا يوجد فيها حدود للواقع والخيال؟.. حسنًا، يمكن تحقيق حلمك هذا من خلال تقنية الواقع الافتراضي – Virtual Reality. فقد استطاعت هذه التقنية، خلال سنوات قليلة، إحداث ثورة جذرية في قطاع السياحة بالعديد من دول العالم؛ وذلك بفضل الإمكانيات المذهلة التي تتمتع بها، وكذلك أيضًا المزايا الرائعة التي تمتلكها.

فبفضل هذه التقنية، أصبح بإمكانك القيام بجولات افتراضية وزيارة العديد من المعالم السياحية حول العالم، بداية من أهرامات الجيزة، مرورًا بمتحف اللوفر، انتهاءً بجبل إيفرست، دون الانتقال من منزلك.

لذلك، إذا كنت مهتمًا بزيارة هذه الأماكن وغيرها دون تحمل عناء وتكاليف السفر، فننصحك بقراءة هذا المقال، الذي سنحاول من خلاله تقديم دليل شامل حول السياحة في الواقع الافتراضي، وأبرز المعالم التي يمكنك زيارتها من منزلك.

السياحة في الواقع الافتراضي.. ما المقصود بها؟

في البداية وقبل شرح المقصود من السياحة الافتراضية، دعنا أولًا نلقي نظرة سريعة على مصطلح الواقع الافتراضي. الواقع الافتراضي أو ما يُرمز إليه بـVR هو عبارة عن تقنية تستخدم الصور ومقاطع الفيديو الرقمية ثلاثية الأبعاد؛ وذلك لإنشاء تجارب بصرية افتراضية للمستخدمين.

وتهدف هذه التقنية إلى خلق بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد تحاكي الحياة الحقيقية، حيث يمكن للمستخدمين الانغماس فيها بشكل كامل، والتفاعل معها، وممارسة كافة الأنشطة بها مثل العمل والتعلم والتسوق والتنزه والسفر وغيرها.

بمعنى آخر، يقوم الواقع الافتراضي بإعادة إنتاج العالم الذي نعيشه، ولكن بشكل رقمي، عن طريق استخدام الصور والمجسمات ثلاثية الأبعاد، وهو ما يخلق تجارب غامرة للمستخدمين.

وبالعودة مرة أخرى إلى شرح مفهوم السياحة الافتراضية، نستطيع القول بأن تقنية الواقع الافتراضي بإمكانها خلق بيئة افتراضية تحاكي المواقع السياحية الفعلية في جميع أنحاء العالم.

ويمكن للمستخدمين زيارة هذه الأماكن بسهولة شديدة من خلال نظارات الواقع الافتراضي وسماعات الرأس وغيرها، والاستمتاع بهذه الوجهات دول التحرك من أماكنهم. ولا يختلف مفهوم السياحة الافتراضية كثيرًا عن مفهوم السياحة في الميتافيرس، حيث أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين مصطلحي الواقع الافتراضي والميتافيرس – Metaverse.

فالميتافيرس هو شبكة من العوالم الافتراضية ثلاثية الأبعاد، تركز على الاتصال الاجتماعي بين المستخدمين، من خلال الاعتماد على عدد كبير من التقنيات، من بينها تقنية الواقع الافتراضي. ويسمح الميتافيرس للمستخدمين بالالتقاء في مساحات افتراضية مشتركة؛ لممارسة كافة الأنشطة التي يمارسونها في حياتهم اليومية.

ويعد من بين أبرز هذه الأنشطة التي يمكن ممارستها في الميتافيرس، السفر والتنقل وزيارة المعالم السياحية. جدير بالذكر أن شعبية السياحة الافتراضية أو السياحة في الميتافيرس، قد ازدادت بشكل ملحوظ، خلال جائحة كورونا، حيث أدى انتشار الفيروس وفرض قيود التنقل إلى تغيير نظرة الناس إلى السفر بشكل عام.

فمع قيام العديد من الدول بحظر الرحلات الجوية، وفرض فترات حجر صحي طويلة، والإصرار على إجراء اختبارات باهظة الثمن، ابتعد ملايين الأشخاص عن السفر التقليدي، وبدأوا في البحث عن بدائل له، ولم يجدوا أفضل من السفر عبر الواقع الافتراضي.

ما المزايا التي يقدمها الميتافيرس لقطاع السياحة؟

هناك العديد من المزايا المذهلة والفرص الرائعة التي يقدمها الميتافيرس لمجال السياحة والسائحين، وهي كالتالي:

توفير تجربة أكثر شخصية

يقدم الميتافيرس تجربة أكثر خصوصية للسياح، مقارنة بشركات ووكالات السفر التقليدية. فمن خلال تخصيص البيئة الافتراضية للمستخدمين، يمكن تخصيص تجربتهم بما يساهم في تلبية احتياجاتهم الفردية.

على سبيل المثال، يمكن للمستخدم اختيار الأماكن التي يرغب في استكشافها وكيف يريد استكشافها، مما يتيح له الحصول على تجربة فريدة وشخصية.

خلق تفاعل أكبر

يسمح الميتافيرس للمستخدمين بالتفاعل مع بعضهم البعض، ومع البيئة الافتراضية التي يتواجدون بها. حيث يمكن للسياح التفاعل مع المشاهد والأصوات والتجارب الخاصة بالسفر.

كما يمكنهم أيضًا التفاعل مع السكان المحليين بطريقة غامرة وواقعية، مما يسمح لهم بطرح الأسئلة واكتشاف ثقافة المنطقة وتاريخها.

 زيادة معدلات الأمان والسلامة للمسافرين

كما سبق وأن ذكرنا، يسمح الميتافيرس للسائحين باستكشاف أماكن جديدة دون مغادرة منازلهم، وهو ما يوفر لهم مستويات عالية من الأمان. فالميتافيرس هو مجرد مكان افتراضي تمامًا، وبالتالي لا يوجد به خطر الضياع أو التواجد في بيئة غير آمنة أو القلق بشأن السلامة الجسدية.

توفير النفقات

يسمح الميتافيرس للمستخدمين بالذهاب في جولات افتراضية واستكشاف الوجهات السياحية، دون تحمل أعباء مالية كبيرة تثقل كاهلهم. وبالتالي فإن السياحة الافتراضية، تعد خيارًا رائعًا بالنسبة لهؤلاء الذين يرغبون في السفر، ولا يقدرون على تحمل نفقاته.

تعزيز إمكانية الوصول

يمكن أن يساهم الميتافيرس في توفير مستوى جديد تمامًا من إمكانية الوصول إلى السياح.

فكما سبق وأن أشرنا، يمكن للزوار استكشاف المدن والمعالم السياحية من أي مكان في العالم، من خلال الصور الرمزية – Avatars، وهو ما قد يكون مفيدًا لبعض الفئات مثل ذوي الاحتياجات الخاصة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للميتافيرس أن يجعل المعلومات حول الوجهات متاحة بسهولة أكبر للجميع، مما يسمح للسائحين باتخاذ قرارات مستنيرة بشأن رحلاتهم.

أبرز المعالم السياحية التي يمكنك زيارتها في الواقع الافتراضي

أهرامات الجيزة

تتيح منصة Giza.Mused المتخصصة في الواقع الافتراضي، لمستخدميها إمكانية القيام بجولات سياحية بمنطقة الأهرامات في مصر. وتوفر هذه المنصة مساحة افتراضية، تم تصميمها بطريقة ثلاثية الأبعاد؛ للسماح للمستخدمين بزيارة الأهرامات افتراضيًا، والوصول إلى بعض الأماكن الداخلية الموجودة بها، والتي قد يكون من الصعب زيارتها على الأقدام، مثل غرف الملوك.

متحف اللوفر

يتيح متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، لزواره إمكانية القيام بجولة افتراضية داخله، عبر موقعه الرسمي. وتشمل هذه الجولة الافتراضية غرف المتحف، والمعارض الموجودة بداخله. وتتضمن الجولة أيضًا خرائط وأوصاف تفصيلية للآثار والقطع الفنية التاريخية الموجودة داخل المتحف.

سور الصين العظيم

أطلق فريق الفنون والثقافة بجوجل – Google’s Arts & Culture، تجربة عبر الإنترنت تتيح للمستخدمين الذهاب في جولة افتراضية حصرية بزاوية 360 درجة إلى سور الصين العظيم. وتتضمن هذه الجولة 370 صورة عالية الجودة لسور الصين العظيم، بالإضافة إلى استعراض التفاصيل المعمارية الخاصة به.

الحرم المكي

اتسعت السياحة الافتراضية بشكل كبير، خلال الأشهر القليلة الماضية، لتشمل أيضًا السياحة الدينية. ويعد الحرم المكي من أبرز المقاصد الدينية التي يمكنك زيارتها عبر الواقع الافتراضي.

فقد أطلقت التأمينات الاجتماعية السعودية، تطبيقًا يسمح للمستخدمين بإجراء زيارات افتراضية بالحرم المكي، بالصوت والصورة. ويتيح هذا التطبيق لمستخدميه زيارة الكعبة المشفرة، وبعض المشاعر المقدسة الأخرى مثل جبل عرفات ومنى والمزدلفة وغيرها.

قصر بكنغهام

يتيح الموقع الرسمي للعائلة الملكية البريطانية، لزواره إمكانية القيام بجولات ميدانية افتراضية داخل قصر بكنغهام. وتشمل هذه الجولات الكثير من أركان وغرف القصر الملكي، التي يمكنك التجول بها، والإطلاع على محتوياتها.  

برج خليفة

الآن لم تعد في حاجة للسفر إلى الإمارات، من أجل زيارة برج خليفة، والاستمتاع  بإطلالته الساحرة على دبي. فقد قامت شركة إيفينت كومبو – Eventcombo، بتصميم نسخة افتراضية من برج خليفة، أصبحت متاحة للزيارة.

وجاءت هذه النسخة مطابقة تمامًا للبرج الأصلي، بأدق تفاصيله الداخلية والخارجية.

جبل إيفرست

بفضل تقنية الواقع الافتراضي، أصبح بإمكان أي شخص تسلق أعلى قمة في العالم وهي جبل إيفرست. فقد ابتكرت شركة Solfar Studios، التي تتخذ من أيسلندا مقرًا لها، تجربة فريدة تحت عنوان: Everest VR.

وتتيح هذه التجربة لمستخدميها الذهاب في رحلات افتراضية إلى جبل إيفرست، وتسلقه. ففي حين أن الرحلة الحقيقية إلى هذا الجبل الشهير قد تستغرق عدة أسابيع، فإن التجربة الافتراضية تستغرق بضع ساعات فقط.

ما هي الأجهزة التي تحتاجها من أجل السفر عبر الواقع الافتراضي؟

هناك مجموعة من الأجهزة التي سوف تحتاج لاستخدام بعضها أو كلها من أجل الاستمتاع بتجارب سفر غامرة في الواقع الافتراضي.

وتتمثل أبرز هذه الأجهزة في التالي:

الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر

على الرغم من أن مفهوم السفر عبر الواقع الافتراضي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بسماعات VR، إلا أن الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر لا تزال أكثر الطرق شيوعًا للوصول إلى الميتافيرس.

حيث يمكن لأي جهاز رقمي، يتمتع بقوة معالجة كافية وشاشة كبيرة بما يكفي وطريقة إدخال مناسبة، الوصول إلى الميتافيرس. ونظرًا لأن غالبية تطبيقات الميتافيرس مكثفة من الناحية الحسابية، فإنها تعمل عادة بشكل أفضل على أجهزة الكمبيوتر مقارنة بالهواتف.

سماعات VR

سماعات رأس الواقع الافتراضي – VR هي عبارة عن أجهزة يمكن ارتداؤها، تشبه النظارات الواقية. وتتيح هذه الأجهزة لمستخدميها الانغماس في تجارب افتراضية غامرة، تجعلهم يشعرون كما لو كانوا في العالم الحقيقي.

نظارات AR

تعمل نظارات الواقع المعزز – AR بشكل مشابه لسماعات VR، حيث تسمح للمستخدمين بالتفاعل مع العالم الرقمي والانغماس به، بمجرد ارتدائها. وفي حين أن الواقع الافتراضي غامر تمامًا ويستبدل المجال البصري لمرتديه بعالم افتراضي كامل، فإن الواقع المعزز يقوم بتركيب العناصر الافتراضية على ما يراه المستخدم في الحياة الواقعية.

مستقبل السياحة في الواقع الافتراضي

يعتبر سوق السياحة الذي يعتمد على التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي والميتافيرس من الأسواق سريعة النمو؛ وذلك نظرًا لما يقدمه من تجارب مبتكرة وغامرة. وتشير غالبية الدراسات والأبحاث التي أجريت مؤخرًا إلى أن السياحة الافتراضية بشكل عام، مهيأة لتحقيق نمو كبير خلال السنوات القليلة المقبلة.

فوفقًا لشركة Technavio الرائدة في مجال أبحاث السوق، من المتوقع أن تبلغ قيمة سوق الميتافيرس في مجال السفر والسياحة نحو 188.24 مليار دولار أمريكي، بحلول عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 26.01%.

ولكن على الرغم من هذه التوقعات الإيجابية، فإن نمو هذا السوق مرهون بالطلب المتزايد على التجارب الغامرة والتفاعلية التي يوفرها الواقع الافتراضي لقطاع السفر والسياحة.

الخلاصة

لدى تقنية الواقع الافتراضي الكثير لتقدمه لقطاع السياحة في مختلف دول العالم. فعلى الرغم من أن الكثيرين يحصرون استخدامات هذه التقنية في مجال التسويق، إلا أنه يمكن الاستفادة منها على نطاق واسع في قطاع الترفيه وكبديل للسفر الحقيقي للأشخاص الذين لا يملكون المال أو الوقت.