ما هو الفرق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز؟

PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon April 3, 2023AccessTimeIcon 15 دقائق القراءة
PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon April 3, 2023AccessTimeIcon Mins Read
ما هو الفرق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز؟ Featured Image

“ما هو الفرق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز؟”.. سؤال تم طرحه ملايين المرات عبر منصات البحث المختلفة، على مدار السنوات القليلة الماضية.

وجاء ذلك في إطار الانتشار الكبير لهاتين التقنيتين، وبدء استخدامهما على نطاق واسع في العديد من المجالات مثل التعليم والتجارة الإلكترونية والتسويق والألعاب والتدريب.

فقد استطاعت هاتين التقنيتين أن تلعبا دورًا كبيرًا في إنشاء تجارب تفاعلية فريدة وجديدة بجميع هذه المجالات؛ وذلك من خلال استبدال تجارب الحياة الواقعية بتجارب محاكاة.

وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لتقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز، إلا أن الكثيرين حولنا مازالوا يخلطون بين التقنيتين، ولا يعرفون الفرق بينهما.

ولذلك، سوف نحاول من خلال هذا المقال تقديم دليل شامل يوضح الفرق بين تقنية الواقع الافتراضي وتقنية الواقع المعزز؛ وذلك من خلال إجراء مقارنة تفصيلية بينهما من حيث تعريفهما، وتاريخ نشأتهما، واستخداماتهما، والأدوات والأجهزة الخاصة بكل منهما، ومستقبلهما، وغيرها من الأمور الأخرى.

تقنية الواقع الافتراضي

الفرق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز.. تعريفهما

الواقع الافتراضي – VR

الواقع الافتراضي – Virtual Reality هو عبارة عن تقنية تستخدم الصور ومقاطع الفيديو الرقمية ثلاثية الأبعاد؛ لإنشاء تجارب بصرية افتراضية للمستخدمين.

ويتمثل الهدف الرئيسي من هذه التقنية في خلق بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد تحاكي الحياة الواقعية، يمكن للمستخدم الانغماس فيها بشكل كامل، والتفاعل معها مثلما يتفاعل مع العالم الحقيقي.

بمعنى آخر، تقوم تقنية الواقع الافتراضي بإعادة إنتاج العالم الذي نعيشه ولكن بشكل رقمي، باستخدام الصور والمجسمات ثلاثية الأبعاد، وهو ما يخلق تجربة غامرة للمستخدم تجعله يشعر وكأنه جزءًا من هذا العالم الافتراضي.

الواقع المعزز – AR

الواقع المعزز – Augmented Reality هو عبارة عن تقنية تثري إدراك المستخدم للعالم الحقيقي ورؤيته الحية له، من خلال إضافة الصور والصوت والفيديو ومجموعة من التفاصيل الافتراضية الأخرى.

ويتمثل الغرض الأساسي من هذه التقنية في تكرار أو تعزيز العالم الحقيقي باستخدام معطيات افتراضية.

باختصار شديد، يمكننا القول بأن الواقع المعزز هو تقنية تستهدف المزج بين العالم الحقيقي الذي نعيشه والعالم الافتراضي الذي يتم إنشاؤه بواسطة الأجهزة الحديثة.

بعد تعريف كل من التقنيتين، يمكننا القول بأن الفرق بينهما ببساطة شديدة يتمثل في أن الواقع الافتراضي يميل إلى استبدال العالم الحقيقي بعالم افتراضي يتم الانغماس فيه بشكل كامل، بينما يحاول الواقع المعزز إضافة ما هو افتراضي إلى العالم الحقيقي؛ وذلك لتعزيز إدراكنا ورؤيتنا الحية له.

تاريخ ظهورهما

الواقع الافتراضي – VR

ظهر مصطلح الواقع الافتراضي لأول مرة في قصة قصيرة نشرها كاتب الخيال العلمي الأمريكي، ستانلي وينباوم – Stanley Weinbaum، عام 1935.

وقام أحد أبطال هذه القصة التي تحمل اسم Pygmalion’s Spectacles باختراع جهاز يساعد بطل آخر، على الغوص في الواقع الافتراضي. وفي عام 1987، قام العالم الأمريكي، جارون لانير – Jaron Lanier، بصياغة مصطلح الواقع الافتراضي.

وقام لانير من خلال مختبر البرمجة المرئية الخاص به بتطوير بعض المعدات التي تحاكي الواقع.

الواقع المعزز – AR

ظهر مصطلح الواقع المعزز لأول مرة في إحدى روايات الخيال العلمي، التي كتبها فرانك بوم –  Frank Baum، عام 1901، تحت عنوان The Master Key. حيث تحدث بوم في روايته عن نظارات إلكترونية يمكن من خلالها رؤية الأشخاص في العالم الحقيقي.

وفي عام 1990، ابتكر الباحث توم كودل – Tom Codell، جهاز رؤية رقمية أطلق عليه اسم الواقع المعزز؛ وذلك لتبسيط مهمة العمال في أحد المصانع.

وبالتالي، يمكننا القول بأن تقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز لم تظهرا بالأمس، بل يعود تاريخ ظهورهما إلى القرن الماضي، ولكنهما تطورا بشكل كبير على مدار السنوات الماضية حتى وصلتا إلى ما هي عليها اليوم.

آلية العمل

الواقع الافتراضي – VR

يجمع الواقع الافتراضي بين استخدام الأجهزة والبرامج؛ وذلك من أجل إنشاء تجارب غامرة يمكنها خداع العين والدماغ. وتقوم الأجهزة بدعم التنبيه الحسي والمحاكاة، مثل الأصوات واللمس والشم ودرجة الحرارة وغيرها. بينما تقوم البرامج بإنشاء البيئة الافتراضية المقدمة للمستخدمين.

الواقع المعزز – AR

كما سبق وأن أشرنا، يتمثل الاختلاف الرئيسي بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز في أن الواقع المعزز يعرض محتوى مختلفًا في العالم الحقيقي. وتلعب رؤية الكمبيوتر وتتبع العمق ورسم الخرائط دورًا رئيسيًا في هذه العملية.

حيث يتم جمع البيانات في الوقت الفعلي عبر الكاميرات، على سبيل المثال، ومعالجتها مباشرة. ويسمح ذلك بعرض المحتوى الرقمي كلما احتاج إليه المستخدم.

تقنية الواقع المعزز

الأجهزة والأدوات

الواقع الافتراضي – VR

تعمل أنظمة الواقع الافتراضي من خلال محاكاة أكبر عدد ممكن من الحواس لخداع العقل البشري، والانغماس في البيئة الافتراضية. ولتحقيق ذلك، يتم استخدام أجهزة خاصة مثل نظارات العالم الإفتراضي، وهي كالتالي:

شاشات العرض المثبتة على الرأس – HMDs

يتم ارتداء الـHDMs على الرأس، حيث توفر عرضًا ثلاثي الأبعاد للعالم الافتراضي. وتوفر هذه الشاشات تجارب بصرية واقعية، من خلال تقديم مجال رؤية ومعدل إطار يشبه الرؤية البشرية.

سماعات الرأس ذات الصوت المكاني – Headphones with Spatial Audio

توفر سماعات الرأس ذات الصوت المكاني مشهدًا صوتيًا يتطابق مع المشاهد المرئية التي تقدمها الـHDMs. وتخلق هذه السماعات محاكاة للمشاهد الصوتية التي يمكن توقعها في بيئة حقيقية مماثلة.

قفازات اللمس – Tactile Gloves

قفاز اللمس هو عبارة عن جهاز يغطي اليد، ويخلق تفاعلًا نشطًا بين المستخدم والبيئة الافتراضية؛ للشعور باللمس. فعلى سبيل المثال، تعطي هذه القفازات إحساسًا بدرجة الحرارة.

الجيروسكوبات ومقاييس التسارع – Gyroscopes & Accelerometers

تُستخدم هذه الوسائل لتتبع الرأس والحركة التي تضبط البيئة الافتراضية، وفقًا لموضع المستخدم داخل الغرفة واتجاه الرأس.

تقنية الواقع الافتراضي

الواقع المعزز – AR

مثل الواقع الافتراضي، يعمل أيضًا الواقع المعزز من خلال مجموعة من الأجهزة والأدوات، يتمثل أبرزها في التالي:

شاشات العرض الرأسية – HUDs

هي شاشة شفافة تعرض البيانات على المستخدمين أمام أعينهم، وبالتالي لن يحتاج المستخدم إلى النظر بعيدًا عن وجهات نظره المعتادة.

وقد تكون البيانات الإضافية المعروضة هي المسارات أو المواقع أو الخطط أو المحادثات مع مستخدمي الأجهزة الآخرين أو حتى الصور ومقاطع الفيديو ثلاثية الأبعاد.

عروض التصوير المجسم – Holographic Displays

تعرض نظارات الواقع المعزز القائمة على هذه التقنية صورًا ثلاثية الأبعاد متراكبة على العالم الحقيقي. باختصار، توفر هذه التقنية للمستخدم تجربة واقع مختلط.

النظارات الذكية – Smart Glasses

نظارات الواقع المعزز الذكية هي نظارات يمكن ارتداؤها؛ لإضافة صورًا ثلاثية الأبعاد مثالية ورسوم متحركة ومقاطع فيديو وغيرها إلى مشاهد العالم الحقيقي. ويتم ذلك من خلال تراكب المعلومات التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر أو المعلومات الرقمية في العالم الحقيقي للمستخدم.

الأجهزة المحمولة

يتم استخدام الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية وغيرها؛ لتثبيت تطبيقات الواقع المعزز عليها. فعلى سبيل المثال، يمكنك استخدام هاتفك الذكي لتجربة نماذج افتراضية للأثاث على أرضية منزلك.

الأنواع

الواقع الافتراضي – VR

هناك ثلاثة أنواع أساسية أو ثلاثة تجارب يمكن أن يخلقها الواقع الافتراضي، وهي كالتالي:

واقع افتراضي غامر بالكامل – Fully Immersive VR

يوفر هذا النوع تجربة افتراضية كاملة، حيث يكون المستخدمون معزولين تمامًا عن محيطهم المادي. وفي هذه التجربة يتم استخدام غالبية الأجهزة والمعدات التي سبق الإشارة إليها؛ وذلك لمحاكاة أكبر عدد ممكن من الحواس وخلق تجربة افتراضية كاملة.

واقع افتراضي شبه غامر – Semi-immersive VR

يسمح هذا النوع للمستخدمين بتجربة بيئات افتراضية مع البقاء على اتصال بمحيطهم المادي. بمعنى آخر، يوفر الواقع الافتراضي شبه الغامر تجربة افتراضية جزئية.

واقع افتراضي غير غامر – Non-immersive VR

يوفر هذا النوع للمستخدمين بيئات افتراضية تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر، دون الشعور بالانغماس. وتعد ألعاب الفيديو أحد أبرز الأمثلة الشائعة للواقع الافتراضي غير الغامر.

الواقع المعزز – AR

هناك عدة أنواع للواقع المعزز، يتمثل أبرزها في التالي:

الواقع المعزز المستند إلى العلامات – Marker-based AR

يقوم هذا النوع بتحديد الصور المادية أو العلامات بمساعدة تطبيقات الواقع المعزز. فعند فتح تطبيق للواقع المعزز، يستخدم التطبيق الكاميرا الخلفية لجهازك المحمول لتتبع هذه العلامات.

ومن خلال تتبع العلامات، يعرض الواقع المعزز المحتوى المتراكب في شكل فيديو أو صورة أو نماذج ثلاثية الأبعاد أو مقاطع رسوم متحركة أو غيرها.

وبمساعدة أحد التطبيقات، يمكن للمستخدمين التفاعل مع هذا المحتوى. ويُعرف هذا النوع أيضًا باسم الواقع المعزز المستند إلى التعرف على الصور.

الواقع المعزز غير المستند إلى علامات – Markerless AR

يعمل هذا النوع من الواقع المعزز بدون الاستناد إلى أي علامات، حيث يقوم بمسح البيئة المحيطة. ويسمح هذا النوع للمستخدمين بإدخال كائن أو محتوى معين دون تحريك أي شيء في الخلفية.

ويعتمد هذا النوع من الواقع المعزز على موقع الجهاز والبوصلة الرقمية والكاميرا ومقياس التسارع؛ لجمع المعلومات الموضعية.

وعادة ما تطلب تطبيقات الأجهزة المحمولة التي تحتوي على مثل هذه الميزات من المستخدم سطحًا مستويًا أو أرضية؛ لوضع الكائنات. ويتتبع التطبيق هذا السطح، ويقوم بإدارة المحتوى المتراكب فوقه.

الواقع المعزز القائم على الموقع – Location-based AR

يعتبر الواقع المعزز القائم على الموقع أحد أكثر أنواع الواقع المعزز استخدامًا. ويعتمد هذا النوع بشكل أساسي على نظام تحديد المواقع العالمي – GPS والبوصلة الرقمية وكاميرات الهواتف الذكية وتقنيات أخرى لتحديد الموقع.

وعلى العكس من الواقع المستند إلى العلامات، لا يطلب هذا النوع محددات خاصة لتحديد المكان الذي يتم فيه وضع الكائن. ويتم تعيين المحتوى الرقمي إلى موقع محدد؛ لذلك عندما يُدخل المستخدم موقعًا محددًا مسبقًا، يتم عرض الكائنات على الشاشة.

ولا يعتمد الواقع المعزز القائم على الموقع على أي إشارة من الكائن ليتم نشره، حيث يمكنه التنبؤ من تركيز المستخدم لإقران بيانات الوقت الفعلي بالموقع الحالي.

ويسمح هذا النوع للمطورين بعرض محتوى رقمي إبداعي وتفاعلي ومفيد لنقاط الاهتمام الجغرافية في التطبيق. كما أنه يقدم فوائد للمسافرين لمعرفة مكان وجود أي منطقة معينة باستخدام كائنات افتراضية ثلاثية الأبعاد ومقاطع فيديو  ونصوص وروابط وغيرها.

الواقع المعزز القائم على التراكب – Superimposition AR

يُنشيء هذا النوع من الواقع المعزز عرضًا بديلًا للكائن، ويمكن استخدامه للاستبدال الجزئي أو الكامل للعرض الأصلي للكائن. بمعنى آخر، يقوم هذا النوع باستبدال إما العرض الكامل لكائن ما أو جزء منه بطريقة عرض مُعززة.

وفي هذا النوع من الواقع المعزز، يعد التعرف على الأشياء أمرًا في غاية الأهمية، ففي حالة عدم قدرة التطبيق على تحديد ما يبحث عنه، سيفشل في استبدال العرض الأصلي بالمنظر الافتراضي.

الواقع المعزز القائم على الإسقاط – Projection-based AR

الواقع المعزز القائم على الإسقاط هو عبارة عن تقنية لإسقاط الفيديو، يمكنها توسيع البيانات الرقمية أو تقديمها عن طريق عرض الصور على سطح المساحة المادية للمستخدم.

ويتيح هذا النوع من الواقع المعزز للمستخدمين التنقل بحرية في جميع أنحاء البيئة داخل مساحة محددة. ومن خلال هذا النوع، يمكن تنفيذ عروض رسومية باستخدام صور عالية الدقة أو مقاطع فيديو لا تستطيع تقنيات الإضاءة المعتادة عرضها.

التطبيقات والاستخدامات

الواقع الافتراضي – VR

لتقنية الواقع الافتراضي استخدامات عديدة في عدد كبير من القطاعات والصناعات. وفيما يلي نرصد أبرز القطاعات التي يتم استخدام هذه التقنية بها:

الرعاية الصحية

يُستخدم الواقع الافتراضي في التدريب الطبي، حيث يسمح للطلاب بممارسة العمليات الجراحية دون المخاطرة بحياة البشر. علاوة على ذلك، تُستخدم أنظمة الواقع الافتراضي أيضًا في علاج بعض الأمراض النفسية، مثل مرض اضطراب ما بعد الصدمة – PTSD.

حيث قام فريق بجامعة كارديف – Cardiff البريطانية، بابتكار طريقة لمساعدة الأفراد الذين يعانون من هذا المرض، من خلال السير نحو مشهد افتراضي مؤلم على جهاز المشي. ويزعم الفريق بأن هذه الطريقة ساهمت في تحسن حالات بعض المرضى بنسبة 37%.

التعليم

يمكن استخدام أنظمة الواقع الافتراضي في التعليم؛ لمساعدة الطلاب على التفاعل بشكل أفضل مع المناهج والمواد الدراسية.

كما يمكن من خلال هذه التقنية أيضًا تنظيم رحلات ميدانية افتراضية للطلاب إلى المواقع التاريخية، وكذلك أيضًا إجراء تجارب عملية بالعلوم التطبيقية. علاوة على ذلك، يمكن لتقنية الواقع الافتراضي أيضًا تحسين تجربة التعلم عن بعد.

تقنية الواقع المعزز

العقارات

تسمح تقنية الواقع الافتراضي لمشتري المنازل بزيارة العقارات من خلال جولات افتراضية يمكنهم القيام بها من منازلهم. مقارنة بالصور أو مقاطع الفيديو الخاصة بالعقارات، يمكن للجولات الافتراضية أن تعطي رؤية أفضل لمواصفات العقار
. كما يوجد سوق كامل يعرف باسم العقارات الإفتراضية. ويمكن أن يساهم ذلك في توفير الوقت والجهد للمشترين والبائعين ووكلاء العقارات.

صناعة السيارات

يسمح الواقع الافتراضي لمصنعي السيارات بتصميم واختبار المركبات قبل إطلاق النماذج الأولية باهظة الثمن. ويساهم ذلك، في توفير الكثير من النفقات وتجنب العديد من الخسائر.

البيع بالتجزئة

يمكن أن تحل غرف القياس الافتراضية التي تسمح للعملاء بتجربة الملابس أو الأحذية أو النظارات أو حتى قصات الشعر الجديدة محل الغرف المادية. فبعد جائحة كوفيد – 19، ازداد الاعتماد على العينات الافتراضية بنسبة 32%.

ومن المتوقع أن يصل حجم استثمارات قطاع البيع بالتجزئة في الواقع الافتراضي والواقع المعزز إلى 18 مليار دولار، بحلول عام 2028.

الواقع المعزز – AR

مثل الواقع الافتراضي، للواقع المعزز الكثير من الاستخدامات بعدد كبير من القطاعات، يتمثل أبرزها في التالي:

التدريب الطبي

من تشغيل معدات التصوير بالرنين المغناطيسي إلى إجراء العمليات الجراحية المعقدة، تمتلك تقنية الواقع المعزز القدرة على تعزيز عمق وفعالية التدريب الطبي بالعديد من المجالات.

على سبيل المثال، يتعلم الطلاب في جامعة كيس وسترن ريسرف – Case Western Reserve الأمريكية، علم التشريح باستخدام أجهزة الواقع المعزز التي تسمح لهم باكتشاف جسم الإنسان بشكل تفاعلي ثلاثي الأبعاد.

الإصلاح والصيانة

تُستخدم تقنية الواقع المعزز على نطاق واسع لإصلاح المعدات المعقدة وصيانتها. حيث يقوم موظفو الإصلاح والصيانة باستخدام أجهزة الواقع المعزز أثناء قيامهم بوظائفهم؛ لتزويدهم بمعلومات مفيدة على الفور، واقتراح الحلول المحتملة.

التصميم والنمذجة

من التصميم الداخلي إلى الهندسة المعمارية والبناء، يساعد الواقع المعزز المحترفين على تصور منتجاتهم النهائية قبل الانتهاء منها. حيث تتيح أجهزة الواقع المعزز للمهندسين والمصممين الدخول بشكل افتراضي إلى مبانيهم ومساحاتهم؛ لمعرفة كيف تبدو تصاميمهم.

ألعاب الفيديو

تُستخدم تقنية الواقع المعزز على نطاق واسع في ألعاب الفيديو. حيث تسمح هذه التقنية بتعزيز إدراك المستخدمين داخل اللعبة، من خلال الأجهزة الخاصة بها.

الفرق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز

السياحة

تعد تقنية الواقع المعزز بمثابة فرصة رائعة لشركات ووكلاء السفر والسياحة. حيث يمكن من خلال هذه التقنية منح السياح المحتملين تجربة افتراضية غامرة للمناطق والوجهات التي يعتزمون زيارتها.

فعلى سبيل المثال، يمكنك قبل السفر إلى باريس القيام بنزهة افتراضية لمشاهدة المتاحف أو المقاهي التي قد ترغب في زيارتها.

التعليم

تسعى غالبية المؤسسات التعليمية حول العالم في الوقت الحالي إلى تعزيز تجربة تعلم الطلاب باستخدام تقنية الواقع المعزز.

على سبيل المثال، يتم استخدام تطبيق Aurasma في الفصول الدراسية، على نطاق واسع؛ لتمكين الطلاب من مشاهدة فصولهم عبر الهاتف الذكي أو الكمبيوتر اللوحي، للحصول على بيئة تعليمية أكثر ثراءً.

أمثلة لاستخدامات الواقع الافتراضي والواقع المعزز

الواقع الافتراضي

هناك العديد من الأمثلة لاستخدامات الواقع الافتراضي، يتمثل أبرزها في التالي:

  • اليوتيوب – YouTube: تحتوي منصة اليوتيوب على تطبيق VR خاص بها، يسمح للمستخدمين بمشاهدة مقاطع الفيديو في البيئات الافتراضية التي يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر.
  • جوجل كارد بورد – Google Cardboard: يعد هذا التطبيق ضروريًا لأي شخص يمتلك سماعة جوجل كارد بورد، حيث يقدم العديد من الوظائف الرائعة المضمنة، بما في ذلك جوجل إيرث – Google Earth.
  • لعبة Temple Run 2: تعد هذه اللعبة واحدة من أفضل الألعاب المتاحة على متجر جوجل وأبل، وتم إعادة تصميم هذه اللعبة لتكون بيئة افتراضية للمستخدمين، مما يسمح بوضعهم على المسارات والهروب من الوحوش التي تطاردهم.

الواقع المعزز:

هناك الكثير من الأمثلة لاستخدامات الواقع المعزز، يتمثل أبرزها في التالي:

  • تطبيق Apple Measure: يعمل هذا التطبيق كشريط قياس، ويُمكّن المستخدمين من تحديد نقطتين أو أكثر في بيئتهم وقياس المسافة بينهما.
  • سناب شات – Snapchat: تستخدم مرشحات هذا التطبيق الواقع المعزز؛ وذلك لتعديل صور المستخدمين.
  • لعبة بوكيمون جو – Pokemon Go: تستخدم هذه اللعبة الشهيرة نظام تحديد المواقع العالمي – GPS للاعب؛ لاكتشاف مكان ظهور مخلوقات البوكيمون في البيئة المحيطة به، والتقاطها.

المزايا والعيوب

الواقع الافتراضي – VR

مثل أي تقنية حديثة يتمتع الواقع الافتراضي بالعديد من المزايا، كما ينطوي على بعض العيوب.

وفيما يلي نرصد أبرز مزايا وعيوب الواقع الافتراضي:

أولًا: المزايا

  • المساعدة في استكشاف الأماكن دون الذهاب إليها بشكل فعلي، وهو ما يجعل حياة الناس أسهل وأكثر إمتاعًا، وخاصة إذا كان المرء ليس لديه ما يكفي من المال لاستكشاف كل شيء في العالم الحقيقي.
  • تحسين النظام التعليمي وتطويره، حيث تتجه معظم المؤسسات التعليمية في الوقت الحالي إلى استبدال طرق التعلم القديمة بطرق حديثة، يقوم من خلالها المعلمين بتعليم الطلاب بمساعدة أجهزة الواقع الافتراضي، والتي توفر لهم تجارب تخيلية غامرة.
  • توفير المزيد من فرص التدريب، والمساعدة في اكتساب المزيد من الخبرات العملية، من خلال خلق محاكاة لمواقف معينة، مثل إجراء عملية جراحية أو المشاركة في معارك قتالية افتراضية.
  • زيادة الاهتمام بالموضوعات والمشاركة بها، من خلال المعرفة العملية التي توفرها تقنية الواقع الافتراضي، والتي تعد أكثر إثارة للاهتمام من قراءة الكتب أو مشاهدة برنامج معين للتعرف على معلومات عن موضوع ما.

ثانيًا: العيوب

  • ارتفاع التكلفة، حيث أن التكنولوجيا والأجهزة المستخدمة في الواقع الافتراضي باهظة الثمن، وبالتالي فإن قلة قليلة من الناس هي فقط القادرة على تحمل تكلفة هذه التكنولوجيا، والاستفادة منها.
  • تعتبر تقنية الواقع الافتراضي معقدة بصورة كبيرة، فليس من السهل على الجميع فهم هذه التكنولوجيا وكيفية استخدامها.
  • إدمان الواقع الافتراضي، حيث أشارت العديد من الدراسات إلى أن الكثير من المراهقين وبعض البالغين أصبحوا مدمنين للواقع الافتراضي، وانعكس ذلك بشكل سلبي على حياتهم وصحتهم النفسية.
  • التأثير على الصحة الجسدية بشكل سلبي، حيث يعاني العديد من الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة الواقع الافتراضي من بعض المشكلات الجسدية مثل إجهاد العين والدوخة والغثيان.
  • الانفصال عن العالم الحقيقي وعدم الانخراط به، فالكثير من المستخدمين لهذه التقنية أصبحوا معزولين تمامًا عن العالم المادي.

الواقع المعزز – AR

مثل الواقع الافتراضي، للواقع المعزز الكثير من المزايا وبعض العيوب.

وفيما يلي نرصد أبرز مزايا وعيوب تقنية الواقع المعزز:

أولًا: المزايا

  • الجمع بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي، حيث تعزز هذه التقنية تجربة المستخدم مع البيئة الطبيعية من خلال تقاطعها مع البيئة الافتراضية.
  • سهولة الاستخدام، حيث تعد تقنية الواقع المعزز سهلة وبسيطة الاستخدام إلى حد ما مقارنة بتقنية الواقع الافتراضي.
  • تعزيز التواصل الاجتماعي، حيث تكمن الفكرة وراء الواقع المعزز في ابتكار تقنية تجمع الأشخاص معًا بطريقة اجتماعية في البيئات والمساحات المختلفة مثل الألعاب.
  • التعلم والممارسة، حيث أصبح تعلم أشياء جديدة وممارسة بعض المهارات أمرًا بسيطًا للغاية بفضل هذه التقنية.

ثانيًا: العيوب

  • ارتفاع التكلفة، فالأجهزة والمعدات الخاصة بهذه التقنية باهظة الثمن، ولا يستطيع الجميع تحمل تكلفتها.
  • انتهاك الخصوصية، حيث يمكن اعتبار متطلبات إنشاء مجموعات بيانات وتحليلها وجمعها أحد العيوب الأساسية للواقع المعزز.
  • الإدمان، فمن المعروف أن تقنية الواقع المعزز تسبب الإدمان وخاصة عندما يتم استخدامها في مجال الألعاب، حيث يظل اللاعب أسير للعبة لساعات طويلة، ويصاحب ذلك مشكلات جسدية ونفسية عديدة.

ما هي علاقة الواقع الافتراضي والواقع المعزز بالميتافيرس؟

سوف نقوم أولًا بإلقاء نظرة سريعة على مفهوم الميتافيرس – Metaverse أو ما يُعرف باسم العوالم الافتراضية، كمدخل هام لفهم العلاقة بينه وبين تقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

الميتافيرس هو شبكة من العوالم الافتراضية ثلاثية الأبعاد، التي تركز على الاتصال الاجتماعي، والتي يمكن من خلالها للمستخدمين الالتقاء في مساحات افتراضية مشتركة؛ لممارسة كافة الأنشطة التي يمارسونها في حياتهم الحقيقية مثل العمل والتعلم والتنزه والتسوق وغيرها.

ويعتمد الميتافيرس على مجموعة كبيرة من التقنيات؛ وذلك لتمكين المستخدمين من التفاعل بشكل افتراضي ومحاكاة الواقع. ويعد من أبرز التقنيات التي يعتمد عليها الميتافيرس تقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

وبالتالي، يمكننا القول بأن هناك علاقة وثيقة بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز وبين الميتافيرس، حيث تعتبر تقنيتا الـVR والـAR جزءًا لا يتجزأ من النظام البيئي لهذه العوالم الافتراضية، وتلعبان دورًا كبيرًا في تشكيل النظام البيئي الخاص بها.

وتوفر هاتين التقنيتين للمستخدمين تجارب غامرة في البيئات الافتراضية ثلاثية الأبعاد، وذلك من خلال الأجهزة والبرامج التي تجعل المستخدم داخل تجربة غامرة تشبه إلى حد كبير الحياة الحقيقية.

تقنية الواقع الافتراضي

أوجه التشابه والاختلاف بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز

بعد استعراض كافة التفاصيل المتعلقة بالواقع الافتراضي والواقع المعزز، سوف نقوم من خلال السطور القادمة بتلخيص أوجه التشابه والاختلاف بين التقنيتين، وذلك كالتالي:

أوجه التشابه

  • يتم في التقنيتين الاعتماد على محتوى ثلاثي الأبعاد.
  • يمكن للتقنيتين إظهار كائنات مكبرة بالحجم الطبيعي.
  • توفر التقنيتان تجارب افتراضية غامرة للمستخدمين.
  • يمكن استخدام التقنيتين على أجهزة الكمبيوتر العادية والمحمولة والهواتف الذكية.
  • يتم استخدام التقنيتين في قطاعات واحدة، مثل التعليم والصحة والبيع بالتجزئة.
  • تعتبر التقنيتان بمثابة عناصر أساسية يتم الاعتماد عليها في الميتافيرس.

أوجه الاختلاف

  • يستخدم الواقع المعزز سيناريو العالم الحقيقي لوضع عنصر أو كائن افتراضي يمكن رؤيته من خلال أجهزة معينة، بينما يعتبر الواقع الافتراضي افتراضيًا تمامًا.
  • يمكن لمستخدمي الواقع المعزز التحكم في عقولهم ووجودهم في العالم الحقيقي، بينما تقوم أنظمة الواقع الافتراضي بتوجيه مستخدميها.
  • يقوم الواقع المعزز بتعزيز العالم الافتراضي والواقعي معًا، بينما يقوم الواقع الافتراضي بتعزيز الواقع الخيالي فقط.

مستقبل تقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز

كما سبق وأن أشرنا في هذا المقال، حظيت تقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز، خلال السنوات القليلة الماضية، باهتمام غالبية المؤسسات والشركات الكبرى، وخاصة بعد الاعتماد عليهما بشكل كبير في العديد من القطاعات والمجالات.

وفي ضوء ذلك، تتوقع الدراسات زيادة حجم الاستثمار في هاتين التقنيتين، ونمو السوق الخاص بهما بشكل كبير، خلال سنوات قليلة، وخاصة في ظل التوجه الحالي نحو الميتافيرس.

ومع الاستثمارات الضخمة التي تقوم الشركات التكنولوجية الكبرى بضخها في تقنيتي الـVR والـAR، من المتوقع أن نرى المزيد من الاستخدامات الأخرى لهاتين التقنيتين.

ولكن لتحقيق ذلك، لابد من العمل على مواجهة التحديات والتخلص من السلبيات التي سبق الإشارة إليها في هذا المقال؛ وذلك لتمكين الأشخاص من الاستمتاع بتجارب افتراضية غامرة أكثر تطورًا.

الخلاصة

على الرغم من أنه تم تصميم كل من الواقع الافتراضي والواقع المعزز؛ لتزويد المستخدمين بتجارب ثلاثية الأبعاد تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر، إلا أن هناك فرق كبير بين التقنيتين.

فالواقع الافتراضي يميل إلى استبدال العالم الحقيقي بعالم رقمي يتم الانغماس فيه بشكل كامل، بينما يحاول الواقع المعزز مزج العالمين معًا.

ولكن يمكن للتقنيتين مساعدتك في تعزيز القدرة على اتخاذ القرار والتواصل والفهم من خلال السماح لك بتجربة سيناريوهات خيالية ولكنها تبدو طبيعية.

نتمنى أن يكون هذا المقال قد ساعدك في التعرف على الفرق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز، ووكذلك  أيضًا أبرز أوجه التشابه والاختلاف بينهما.

UpYo NFT
Author profile

سواء كنت ترغب في التعرف على NFT أو Blockchain أو Web3.0 أو Metaverse أو أي تقنيات ناشئة أخرى ، فلدينا الموارد الحيوية التي من شأنها أن تنير وتساعدك على اتخاذ قرار مستنير.

UpYo NFT
المنشورات ذات الصلة
مشاهدة الكل