ما هو الفرق بين الويب 2 والويب 3؟

PersonOutlineIconUPYO TeamCalendarTodayIcon September 24, 2023AccessTimeIcon 8 دقائق القراءة
PersonOutlineIconUPYO TeamCalendarTodayIcon September 24, 2023AccessTimeIcon Mins Read
ما هو الفرق بين الويب 2 والويب 3؟ Featured Image

شهدت شبكة الإنترنت تطورات مذهلة منذ الجيل الأول لها أو ما يُعرف باسم الويب 1 – Web 1، والذي تضمن نصوصًا وصورًا ثابتة، وحتى ظهور الإصدار الحالي الذي يُعرف أيضًا باسم الويب 3 – Web 3. ومع استمرار تطور الإنترنت، أصبحنا اليوم على أعتاب جيل ثالث جديد وهو الويب 3 – Web 3، والذي سوف تنتقل فيه القيمة والبيانات بسهولة عبر المنصات اللامركزية، مع ملكية وسيطرة موزعة للمستخدمين.

وفي ضوء التوجه الحالي نحو الويب 3، كثرت التساؤلات حول الفرق بينه وبين الويب 2. وسوف نحاول من خلال هذا المقال عقد مقارنة شاملة توضح الفرق بين الويب 2 والويب 3، من حيث التعريف والملامح الرئيسية والاستخدامات والمزايا والعيوب. ولكن قبل ذلك، دعنا أولًا نلقي نظرة سريعة على مفهوم الويب 1؛ وذلك كمدخل هام لفهم التطور الذي شهدته شبكة الإنترنت.

الفرق بين الويب 2 والويب 3

ما هو الويب 1 – Web 1؟

يمكن تعريف الويب 1 بأنه ما كان عليه الويب خلال الفترة من 1991 إلى 2004، حيث كان الإنترنت وقتها يشبه إلى حد كبير الجريدة أو مجموعة من الصفحات الثابتة، التي يقوم المستخدمون بتصفحها دون القدرة على التفاعل أو المشاركة أو التعليق عليها، كما يحدث حاليًا.

وخلال هذه الفترة، كان الإنترنت يتكون مع مجموعة من الصفحات الثابتة، التي تم ربطها معًا من خلال ارتباطات تشعبية، ولم يكن هناك أي عناصر مرئية أو أقسام تعليق إضافية.

بعبارة أخرى، كان مستخدمو الإنترنت وقتها مجرد متلقين سلبيين للمعلومات، حيث لم يستطيعوا التفاعل معها بأي شكل من الأشكال. ونظرًا لذلك، أُطلق على هذا الجيل من الإنترنت مصطلح الويب للقراءة فقط؛ وذلك لأنه كان يفتقر للنماذج والمرئيات وعناصر التحكم والتفاعل.

باختصار شديد، يمكننا القول بأن الويب 1 هو عصر الديناصورات على الإنترنت، كما أطلق عليه البعض، حيث كان يتكون من عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين كانوا يقومون بإنشاء صفحات ومحتوى لعدد كبير من القراء؛ للحصول على الحقائق والمعلومات منها، دون التفاعل معها.

ما هو الفرق بين الويب 2 والويب 3؟

يمكننا توضيح الفرق بين الجيل الثاني والثالث من الإنترنت، من خلال عدة محاور أساسية، وهي كالتالي:

أولًا: التعريف

يمكننا تعريف الويب 2 بأنه ما كان عليه الإنترنت منذ عام 2004 وحتى وقتنا هذا. ويعتبر هذا الجيل الثاني من الإنترنت هو الشكل الأساسي للويب، الذي يعتمد عليه معظم المستخدمين في عالمنا اليوم.

فبجانب التصفح والقراءة، بات بإمكان المستخدمين عن طريق الويب 2، إنشاء المحتوى ومشاركته والتفاعل معه، من خلال الإعجاب والتعليقات والمشاركات وغيرها، عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة مثل فيسبوك وتويتر وغيرها.

بمعنى آخر، الويب 2 هو عبارة عن إصدار من الإنترنت يتيح للمستخدمين العاديين إنشاء المحتوى ومشاركته ونشره، حيث لم يعد المستخدم مجرد متلقي سلبي للمعلومات، بل بات يلعب دورًا رئيسيًا في صناعتها.

ويعتمد هذا الجيل الثاني من الإنترنت بشكل أساسي على مبدأ المركزية، حيث تلعب المواقع والمنصات الكبرى مثل فيسبوك وجوجل وأمازون وغيرها دور الوسيط بين المستهلك والمورد.

أما الويب 3 فهو باختصار شديد عبارة عن فكرة مازالت قيد التطوير للشكل الذي سيكون عليه الإنترنت في المستقبل، والذي يتمحور حول معالجة جميع المشكلات التي ظهرت في الويب 2، عن طريق الاعتماد على اللامركزية كمبدأ أساسي.

فمن خلال هذا الجيل الثالث من الإنترنت، سوف يتم نقل المستخدمين بعيدًا عن المنصات المركزية مثل فيسبوك وجوجل وغيرها إلى منصات أخرى لامركزية، وبالتالي من المتوقع أن تتحول القوة والسيطرة من يد الشركات التكنولوجية الكبرى إلى يد المستخدمين الفرديين.

ومن المتوقع أن يتم تطوير منصات وتطبيقات الويب 3 وامتلاكها وصيانتها من قبل المستخدمين، وهو ما سيجعل المستخدم مالك حقيقي للإنترنت بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

وسوف يتم تمثيل هذه الملكية من خلال الرموز الرقمية أو العملات المشفرة، والتي سيقوم المستخدمون من خلالها بالمشاركة في إدارة المنصات والتصويت على القرارات والإجراءات الخاصة بها.

مقارنة بين الويب 2 والويب 3

ثانيًا: الملامح الرئيسية

تتمثل أبرز الملامح الرئيسية للويب 2 في التالي:

  • يعتمد على المركزية بشكل أساسي، حيث تتحكم المنصات الكبرى في كل شيء تقريبًا.
  • يوفر فرزًا مجانيًا للمعلومات، مما يسمح للمستخدمين باسترداد البيانات وتصنيفها بشكل جماعي.
  • يضم محتوى ديناميكي يستجيب لإدخال المستخدم.
  • يستخدم واجهات برمجة التطبيقات المتطورة – API.
  • يسمح بأشكال التفاعل المختلفة مثل الإعجاب والتدوين والتعليق والمشاركة.
  • يتم استخدامه من قبل المجتمع ككل، ولا يقتصر على مجتمعات محددة.

أما فيما يتعلق بالويب 3، فتتمثل أبرز ملامحه الرئيسية في التالي:

  • يعتمد على اللامركزية بشكل أساسي، حيث يتم توزيع الملكية بين المستخدمين، بدلًا من منح السيطرة لمجموعة صغيرة من الشركات كما هو الحال في الويب 2.
  • يتضمن مجموعة من التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي – AI والتعلم الآلي وغيرها.
  • يوفر إمكانية الاتصال بين أجهزة وتطبيقات متعددة من خلال إنترنت الأشياء – IoT، فالبيانات الوصفية الدلالية تجعل هذه العملية ممكنة، مما يسمح بالاستفادة من جميع المعلومات المتاحة بشكل فعال.
  • يتيح للمستخدمين إمكانية التفاعل بشكل عام أو خاص دون الحاجة إلى وسيط يهدد أمان بياناتهم.
  • يعتمد على دمج الرسومات ثلاثية الأبعاد، وتقنيات الواقع الافتراضي – VR والواقع المعزز – AR؛ لتزويد المستخدم بتجربة تصفح واقعية.
  • يمكن استخدامه في منصات الميتافيرس – Metaverse والألعاب التي تعتمد على تقنية البلوك تشين – Blockchain.

ثالثًا: الاستخدامات

هناك الكثير من الاستخدامات للإصدار الثاني للإنترنت، يتمثل أبرزها في التالي:

  • التواصل الاجتماعي: يعد التواصل الاجتماعي من أبرز استخدامات الويب 2، فغالبية المنصات والتطبيقات الخاصة به تدعم التواصل بين المستخدمين.
  • إنشاء المحتوى: يمكن للمستخدمين من خلال الإصدار الثاني للإنترنت إنشاء المحتوى ومشاركته والتفاعل معه.
  • الحصول على المعلومات: أصبح الويب 2 بمرور الوقت، مصدرًا رئيسيًا للباحثين عن المعلومات، من خلال محركات البحث المختلفة التي تعتبر بحرًا من المعرفة.

أما بالنسبة للإصدار الثالث للإنترنت، فتتمثل أبرز استخداماته في التالي:

  • المنظمات المستقلة اللامركزية – DAOs: هي عبارة عن مجتمعات على الإنترنت، تخضع لملكية وإدارة أعضاء المجتمع، وتلعب دورًا كبيرًا في تقديم نموذج حوكمة منصات الويب 3.
  • التمويل اللامركزي – DeFi: يستفيد التمويل اللامركزي من خصائص وميزات الويب 3؛ لتطوير بنيته التحتية والقدرات المرتبطة به، وبناء حلول وتطبيقات مستقبلية، والوصول إلى نظام بيئي مفتوح المصدر، وتوفير نظام حوكمة أكثر شفافية.
  • الميتافيرس – Metaverse: تعتمد العوالم الافتراضية على ميزات الويب 3؛ لتوفير تجارب غامرة للمستخدمين.
  • الرموز غير القابلة للاستبدال – NFTs: لدى الرموز غير القابلة للاستبدال العديد من حالات الاستخدام على النظام البيئي للويب 3، أبرزها تحفيز الجمهور، ومنح الأشخاص الملكية الرقمية، وتسجيل البيانات غير القابلة للتغيير على شبكات البلوك تشين.
  • التواصل الاجتماعي: ينذر الويب 3 ببداية حقبة جديدة لشبكات التواصل الاجتماعي، سيكون فيه المستخدم هو المتحكم الرئيسي في المحتوى.
استخدامات الويب 2 والويب 3

رابعًا: المنصات والتطبيقات

هناك الكثير من تطبيقات ومنصات الويب 2 المتعارف عليها حاليًا، أبرزها فيسبوك وتويتر وأمازون وجوجل وإنستجرام ويوتيوب وغيرها. أما بالنسبة للويب 3، فقد ظهرت عدد من المنصات الخاصة به مؤخرًا، مثل Brave وDTube وSteemit وFileCoin وDecentraland، وجميعها تعمل بشكل لامركزي.

خامسًا: المزايا

يتمتع الجيل الثاني للإنترنت بالكثير من المزايا، التي يتمثل أبرزها في التالي:

  • المحتوى الديناميكي: يعرض الويب 2 المحتوى الديناميكي الذي يمكن للمستخدمين التفاعل معه وتعديله.
  • تعزيز التواصل الاجتماعي: يُمكّن الويب 2 المستخدمين من المشاركة في المناقشات، وتداول المعلومات مع الأصدقاء والعائلة، والبقاء على اتصال مع الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
  • سهولة الاستخدام ومشاركة المعلومات: باستخدام الويب 2، يمكن للمستخدمين بسهولة تداول المعلومات وتحديثها ومشاركتها ببضع نقرات.
  • تحسين القدرة على التسويق: يُمكّن الجيل الثاني للإنترنت أصحاب الأعمال من تحسين تجربة المستخدم من خلال إنشاء مواقع ويب سريعة الاستجابة، والترويج لمنتجاتهم، وزيادة إمكانية تسويقها من خلال الحملات الإعلانية التفاعلية.

ويتمتع أيضًا الجيل الثالث للإنترنت بالعديد من المزايا والفوائد، والتي يتمثل أبرزها في التالي:

  • اللامركزية: في الويب 3 لن يكون هناك أي وسطاء أو أطراف ثالث بين الشركات والمستخدمين، حيث سيكون هناك تواصل مباشر بين الطرفين، وهو ما سيمنع وجود أي سلطات مركزية تحصل على نصيب من أرباح المعاملات الإلكترونية.
  • ملكية البيانات: في الويب 3 المدعوم من تقنية البلوك تشين، سوف تخضع البيانات لتحكم المستخدمين، وهو ما سيوفر لهم قدرًا كبيرًا من الخصوصية والأمان.
  • الشفافية: سوف يُمكّن الويب اللامركزي المستخدمين من تتبع البيانات الخاصة بهم، وإلقاء نظرة على الكود المصدري للأنظمة الأساسية التي يستخدمونها.
  • البحث الفعال: من خلال الجيل الثالث للإنترنت، سوف يستطيع المستخدمون البحث عن المعلومات بشكل أكثر كفاءة، فعند بحثهم عن معلومة ما على محرك البحث سوف يظهر لهم المزيد من النتائج ذات الصلة بدلًا من إظهار الصفحات الأكثر شيوعًا التي ينقر عليها الأشخاص.
  • تسويق أفضل: كما سبق وأن ذكرنا، فإن الويب 3 مدعوم بالذكاء الاصطناعي، وهو ما سيوفر للبائعين آليات تتيح لهم فهم احتياجات المستهلكين بشكل أفضل.

سادسًا: العيوب

ينطوي الجيل الثاني للإنترنت على الكثير من العيوب، يتمثل أبرزها في التالي:

  • مخاطر الأمن السيبراني: يؤدي التفاعل المتزايد عبر الويب 2 إلى تعريض المستخدمين لخطر تنزيل الفيروسات الضارة، وبرامج الإعلانات المتسللة، والهجمات الإلكترونية.
  • الحمل الزائد للمعلومات: الإصدار الثاني من الإنترنت هو بحر من المعلومات ينمو بلا انقطاع، وهذا يمكن أن يربك القراء ويؤثر على موثوقية المحتوى.
  • غياب المصداقية: يؤكد الخبراء أن الويب 2 يجعل من السهل جدًا على الشخص العادي التأثير على المحتوى عبر الإنترنت، مما قد يؤثر على مصداقية محتوى الويب وأخلاقياته وحتى شرعيته.

ينطوي أيضًا الجيل الثالث للإنترنت على بعض العيوب، التي يتمثل أبرزها في التالي:

  • التعقيد: يعتمد الويب 3 على تقنيات معقدة بعض الشيء، وهو ما يجعل من الصعب على المبتدئين فهمها والتعامل معها.
  • تكاليف إضافية: من المتوقع جدًا ألا تتوافق الأجهزة الحالية التي يستخدمها غالبية الأشخاص مع التقنيات الحديثة للويب 3، وهو ما سيدفعهم إلى شراء أجهزة حديثة.
  • صعوبة التنظيم: يتوقع الخبراء أن تؤدي اللامركزية إلى صعوبات عديدة في مراقبة وتنظيم الإصدار الثالث من الإنترنت.
الفرق بين الجيل الثاني والثالث للإنترنت

أيهما أفضل.. الويب 2 أم الويب 3؟

بعد استعراض الفرق بين الجيل الثاني والثالث من الإنترنت، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: أيهما الأفضل؟ الحقيقة أنه لا يمكننا التقليل من المزايا والفوائد العديدة التي يقدمها الجيلين، والتي سبق التطرق إليها بشكل تفصيلي في هذا المقال. كما أننا لا يمكننا أيضًا تجاهل العيوب التي ينطوي عليها الجيلين.

لذلك، فإن تحديد الجيل الأفضل، هي مسألة نسبية، تختلف من شخص لآخر حسب تفضيلات ومتطلبات كل شخص. فإذا كنت تبحث عن المحتوى الديناميكي وسهولة الاستخدام فسوف تفضل الويب 2، أما إذا كنت تبحث عن الخصوصية والأمان والشفافية ولا يوجد لديك مشكلة في صعوبة الاستخدام فسوف تفضل الويب 3.

مستقبل الويب 3

على الرغم من أن الجيل الثالث من الإنترنت لا يزال قيد التطوير، ولم يتم الانتقال إليه بشكل كامل حتى هذه اللحظة، إلا أنه يتطور بشكل سريع للغاية، وهو ما ينذر بثورة تقنية من المتوقع أن يشهدها الويب، خلال السنوات المقبلة.

ففي ضوء المزايا العديدة التي يتمتع بها الويب 3، والتي تعالج مشكلات الويب 2 من ناحية، وتقدم العديد من الفوائد الإضافية للمستخدمين مثل الآمان والشفافية من ناحية أخرى، فإنه من المرجح أن نشهد تحولًا ملحوظًا تجاه الإصدار الثالث من الإنترنت.

ولكن من المتوقع ألا يتم هذا التحول بين ليلة وضحاها، فمثلما تم الانتقال من الويب 1 إلى الويب 2 بشكل تدريجي، فسوف يتم أيضًا الانتقال إلى الويب 3 بنفس الشكل.

مستقبل الويب 3

الخلاصة

في الختام، يمكننا القول بأن الإنترنت يتطور بشكل مستمر، وتتطور معه الإمكانيات والفرص التي يتم تقديمها للمستخدمين. فعلى الرغم من المزايا الرائعة التي يقدمها الويب 3، إلا أنه لن يكون نهاية المطاف، حيث سنشهد ظهور المزيد من الأجيال الجديدة للإنترنت، خلال العقود المقبلة، والتي سيحمل كل منها خصائص وملامح جديدة، تعالج عيوب الجيل الذي سبقه.

UpYo NFT
Author profile

Whether you wish to learn about NFT, Blockchain, Web3.0, Metaverse, or other emerging technologies, we have the vital resources that will enlighten and help you make an informed decision.

UpYo NFT
المنشورات ذات الصلة
مشاهدة الكل