الميتافيرس في التعليم.. ثورة بالنظام التعليمي

PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon March 5, 2023AccessTimeIcon 6 دقائق القراءة
PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon March 5, 2023AccessTimeIcon Mins Read
الميتافيرس في التعليم.. ثورة بالنظام التعليمي Featured Image

شهد قطاع التعليم، خلال السنوات القليلة الماضية، العديد من التطورات والتغيرات بما يتماشى مع التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم كله يوم بما في ذلك تقنية الميتافيرس في التعليم. ويتمثل الهدف الأساسي من كل هذه التطورات هو خلق بيئة تفاعلية، يمكن للطلاب من خلالها تعلم المفاهيم بشكل أفضل.

ونظرًا لأن التعلم عبر الإنترنت أصبح سائدًا، وخاصة بعد جائحة كوفيد – 19، يركز قطاع التعليم بشكل كبير في الوقت الحالي على دمج التقنيات الحديثة الغامرة في المناهج؛ وذلك لجعل التعليم أكثر متعة وجاذبية.

ويعد من أبرز التقنيات التي يتم التوسع في الاعتماد عليها بشكل كبير في قطاع التعليم بالوقت الحالي، هي تقنية الميتافيرس – Metaverse أو ما يُطلق عليها اسم العوالم الافتراضية.

وسوف نحاول من خلال هذا المقال شرح دور تقنية الميتافيرس في التعليم، وكيف يمكن أن تساهم هذه التقنية الثورية في تغيير شكل وآليات النظام التعليمي بالعالم كله. ولكن قبل ذلك، دعنا نقدم نبذة بسيطة عن مصطلح الميتافيرس؛ وذلك كمدخل هام لفهم الموضوع الأصلي الذي يدور حوله هذا المقال.

دور تقنية الميتافيرس في التعليم

ما هو الميتافيرس – Metaverse؟

الميتافيرس هو شبكة من العوالم الافتراضية ثلاثية الأبعاد، التي يتم من خلالها دمج جوانب الألعاب عبر الإنترنت، والوسائط الاجتماعية، والواقع الافتراضي – VR، والواقع المعزز – AR؛ وذلك لإنشاء مساحة يمكن للمستخدمين من خلالها التفاعل بشكل افتراضي.

ويعتبر الميتافيرس بمثابة نظام بيئي دائم، يتغلب على قيود الحدود الجغرافية؛ لتقديم خدمات قيمة للمستخدمين. ويمكن من خلال هذه العوالم الافتراضية الضخمة تقديم خدمات تشبه إلى حد كبير الخدمات التي يتم تقديمها في العالم الحقيقي، مثل الترفيه والتسوق والتواصل الاجتماعي والعمل والتعلم وغيرها.

تقنية الميتافيرس في التعليم

تلعب تقنية الميتافيرس دورًا كبيرًا في قطاع التعليم، حيث تساهم بشكل كبير في تعزيز التجارب الخاصة به؛ وذلك من خلال خلق بيئة افتراضية يمكن من خلالها لجميع أطراف العملية التعليمية التواصل والتفاعل بشكل أفضل.

ويعتمد التعليم في العوالم الافتراضية بشكل أساسي على استخدام الصور الرمزية – Avatars، والتي يتم من خلالها تمثيل المستخدمين -سواء كانوا طلاب أو معلمين- رقميًا.

ويتم التفاعل من خلال هذه الصور الرمزية داخل مساحات التعلم الافتراضية، والتي تمثل الفصول الدراسية. ويمكن بكل سهولة تغيير هذه المساحات الافتراضية المحيطة؛ لتناسب طبيعة الدروس والمناهج التي يتم تدريسها.

ويساهم الميتافيرس في خلق تجربة تعليمية غامرة، يمكن للطلاب من خلالها المشاركة في أنشطة ممتعة، وهو ما يجعل التعلم أكثر متعة وجاذبية.

فوائد الميتافيرس في التعليم

هناك العديد من الفوائد والمزايا التي تقدمها تقنية الميتافيرس لقطاع التعليم، يتمثل أبرزها في التالي:

خلق تجربة تعليمية غامرة

يمكن من خلال تقنية الميتافيرس إشراك الطلاب في عالم خيالي ثلاثي الأبعاد، حيث يستطيعون مشاهدة زملائهم والمعلمين والتفاعل معهم، كما هو الحال تمامًا في الفصل الدراسي التقليدي.

كما يمكن للميتافيرس أن ينقل الطلاب فعليًا إلى مراحل تاريخية مختلفة، وهو ما يلغي الحاجة إلى الخيال.

على سبيل المثال، يمكن للطلاب معرفة المزيد عن رحلات المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس، من خلال الإبحار على متن سفينة، واكتشاف أمريكا في القرن الخامس عشر.

مستقبل التعليم في الميتافيرس

التلعيب – Gamification

يساهم عنصر التلعيب أو ما يُطلق عليه بالإنجليزية اسم Gamification -والذي يعد من أهم عناصر تقنية الميتافيرس- في تعليم المفاهيم بشكل أفضل.

حيث يجمع التلعيب في الميتافيرس عنصري الترفيه والتعلم معًا؛ وذلك لتعزيز مشاركة الطلاب وانخراطهم في العملية التعليمية. ويحفز ذلك الطلاب على مواصلة التعلم، وإنهاء المهام المطلوبة منهم في الوقت المحدد.

التدريب العملي

تساهم تقنية الميتافيرس في إشراك الطلاب بالممارسات العملية، والتي يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر، ويصعب القيام بها في بيئة حقيقية. ويساعد ذلك الطلاب على فهم النظريات بشكل أفضل، وتنمية مهاراتهم، وإعدادهم لمساعي الحياة الواقعية.

على سبيل المثال، يمكن للطلاب إجراء عمليات جراحية معقدة أو تجارب كيميائية غير آمنة داخل العالم الافتراضي، دون تعريض حياة أي شخص للخطر.

تعزيز التفاعل والتواصل بين أطراف العملية التعليمية

على العكس من أنظمة التعليم التقليدية التي بالكاد تعزز التواصل والمشاركة النشطة بين أطراف العملية التعليمية، تقدم الفصول الدراسية في الميتافيرس أنظمة بيئية تشبه الحياة، وتحفز الطلاب على التفاعل مع زملائهم ومعلميهم.

ففي العوالم الافتراضية، يمكن للمعلمين اصطحاب الطلاب إلى سيناريوهات مختلفة تشبه الحياة الحقيقية، وتمكينهم من المشاركة في العديد من الأنشطة.

الميتافيرس في التعليم

تحسين سرعة التعلم

وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة PwC، يتعلم الموظفون في الدورات التي تدعم الواقع الافتراضي أربع مرات أسرع من بيئة الفصول التقليدية.

حيث يمكن للتجارب الغامرة التي توفرها تقنية الميتافيرس القائمة على التلعيب والممارسات العملية الممتعة والعناصر ثلاثية الأبعاد والأنشطة الترفيهية أن تجعل المتعلمين يتقدمون بشكل أسرع.

بالإضافة إلى ذلك، يشعر المتعلمون الذين يستخدمون الميتافيرس بأنهم أقل تشتتًا، وبالتالي يمكنهم فهم المناهج بشكل أسرع، من خلال عمليات المحاكاة ثلاثية الأبعاد، التي تشغل رؤية الفرد، وتسيطر على انتباهه.

كيف يمكن توظيف الميتافيرس في المواد الدراسية المختلفة؟

يمكن توظيف تقنية الميتافيرس في العديد من المناهج والمواد الدراسية؛ وذلك من خلال التالي:

التاريخ: يستطيع للطلاب من خلال تقنية الميتافيرس الذهاب إلى أي حقبة تاريخية، والعيش بها، ومعاصرة تفاصيلها. على سبيل المثال، يمكن للطلاب معاصرة الثورة الفرنسية، كما لو كانت تحدث على الهواء مباشرة.

الجغرافيا: يمكن لطلاب الجغرافيا وعلم الفلك استكشاف النظام الشمسي و طبقات الأرض المختلفة والأبراج وغيرها، من خلال التجربة البصرية فائقة الواقعية، التي تقدمها تقنية الميتافيرس.

العلوم: تُسهّل تقنية الميتافيرس الأنشطة المختبرية، مما يسمح للطلاب بإعداد التجارب المختلفة بشكل افتراضي. على سبيل المثال، يمكن للطلاب تشريح فراشة افتراضية؛ لتعلم طريقة تشريح الحشرات.

الفن: يمكن للطلاب تحليل اللوحات التي رسمها الفنانين المشهورين عن قرب داخل الميتافيرس، والشعور بالإلهام؛ لإنشاء أعمالهم الفنية الرقمية.

الأدب: في الميتافيرس، يمكن للطلاب العيش داخل الرواية، وهو ما يساعد في فهم القصة، والتفاعل مع الشخصيات بشكل أفضل.

مستقبل التعليم في الميتافيرس

من المتوقع أن تلعب تقنية الميتافيرس دورًا كبيرًا للغاية في إعادة رسم وتشكيل قطاع التعليم بالعالم كله، خلال السنوات القليلة المقبلة. فمن خلال هذه التقنية الثورية، من المرجح أن نشهد تغيرًا جذريًا في طرق وآليات التعلم بغالبية دول العالم، خلال المستقبل القريب.

حيث ستؤدي هذه التقنية إلى الاعتماد على الفصول الدراسية الافتراضية بشكل أكبر، لتحل محل الفصول التقليدية، وهو ما سيساعد الطلاب على حضور الدروس من أي مكان بالعالم.

كما ستؤدي المنصات الافتراضية أيضًا إلى توفير المزيد من فرص التعلم والتدريب العملي للطلاب، وتعزيز التواصل والتفاعل بين كافة أطراف العملية التعليمية، سواء كانوا طلاب أو معلمين أو إداريين أو حتى أولياء أمور.

ولكن لتحقيق كل ذلك، هناك مجموعة من التحديات التي يجب التغلب عليها، أهمها توفير الإمكانيات والبنية التحتية اللازمة؛ للتوسع في الاعتماد على هذه التقنية.

كما لابد أيضًا من زيادة الوعي والمعرفة بالميتافيرس وما يرتبط بها من تقنيات حديثة مثل البلوك تشين – Blockchain والرموز الرقمية وغيرها، وخاصة في منطقتنا العربية.

مستقبل التعليم في الميتافيرس

الخلاصة

على الرغم من أن تقنية الميتافيرس مازالت في مهدها، إلا أنها نجحت خلال فترة قصيرة للغاية في خلق العديد من المزايا وتوفير الكثير من الفرص لقطاع التعليم.

فقد لعبت هذه التقنية، على مدار الثلاث سنوات الماضية، دورًا كبيرًا في خلق بيئة تعليمية أفضل وأكثر إثراءً للطلاب والمعلمين، على حد سواء. ومن المتوقع أن تستمر تقنية الميتافيرس في تقديم العديد من الفوائد والمزايا لقطاع التعليم في المستقبل، وهو ما سنراه معًا.

لقد حاولنا من خلال هذا المقال تقديم شرح مبسط للدور الهام الذي يلعبه الميتافيرس في التعليم، وكيف يمكن لهذه التقنية تغيير شكل النظام التعليمي بالمستقبل.

المواضيع:
UpYo NFT
Author profile

سواء كنت ترغب في التعرف على NFT أو Blockchain أو Web3.0 أو Metaverse أو أي تقنيات ناشئة أخرى ، فلدينا الموارد الحيوية التي من شأنها أن تنير وتساعدك على اتخاذ قرار مستنير.

UpYo NFT
المنشورات ذات الصلة
مشاهدة الكل