الميتافيرس والماسونية.. هل توجد علاقة بينهما؟

PersonOutlineIconUPYO TeamCalendarTodayIcon October 8, 2023AccessTimeIcon 5 دقائق القراءة
PersonOutlineIconUPYO TeamCalendarTodayIcon October 8, 2023AccessTimeIcon Mins Read
الميتافيرس والماسونية.. هل توجد علاقة بينهما؟ Featured Image

حقق مصطلح الميتافيرس – Metaverse أو ما يُعرف باسم العوالم الافتراضية، شعبية كبيرة للغاية، خلال السنوات القليلة الماضية. وعلى مدار هذه الفترة، ارتبط الميتافيرس بالعديد من المصطلحات الأخرى، ومن بينها مصطلح الماسونية – Freemasonry.

حيث أصبح الكثيرون يربطون بين العوالم الافتراضية والماسونية، ويروجون لوجود علاقة وثيقة بينهما. وسوف نحاول من خلال مقالنا اليوم، توضيح ما إذا كانت هناك علاقة بين الميتافيرس والماسونية أم لا. ولكن قبل ذلك، سوف نلقي نظرة سريعة على بعض المفاهيم بشكل عام، كمدخل هام لفهم الموضوع الأصلي الذي يدور حوله مقالنا اليوم.

الميتافيرس والماسونية

ما هو الميتافيرس – Metaverse؟

الميتافيرس هو باختصار شديد عبارة عن شبكة من العوالم الافتراضية ثلاثية الأبعاد، التي تقوم على فكرة التواصل الاجتماعي بين المستخدمين، عن طريق الدمج بين عدة تقنيات، مثل الواقع الافتراضي – VR والواقع المعزز – AR والفيديو.

وشهدت الفترة الماضية الترويج بشكل واسع للغاية لهذه العوالم الافتراضية، باعتبارها جزءًا أساسيًا من الجيل الثالث للإنترنت – Web 3. ومن هنا، بات يُنظر إلى الميتافيرس باعتباره فرصة تجارية ومالية هامة لصناعة التكنولوجيا وغيرها من القطاعات الأخرى، وهو ما دفع العديد من الشركات التكنولوجية الكبرى حول العالم إلى الاستثمار في هذا المجال، مثل شركة ميتا – Meta، ومايكروسوفت – Microsoft، وتينسنت – Tencent، وغيرها.

وفي إطار الرؤية التي صاغتها هذه الشركات للميتافيرس، سوف تتيح الأجهزة المختلفة مثل سماعات الواقع الافتراضي والنظارات الرقمية والهواتف الذكية وغيرها للمستخدمين الوصول إلى بيئات الواقع الافتراضي أو المعزز ثلاثي الأبعاد، حيث يمكنهم خوض التجارب الافتراضية المختلفة والاستفادة منها.

بعبارة أخرى، يمكننا القول بأن الميتافيرس هو عبارة عن مجموعة من العوالم الافتراضية، التي يمكننا من خلالها القيام بكافة الأنشطة التي نمارسها في حياتنا اليومية، مثل العمل والتعلم والتسوق والتنزه وغيرها، ولكن بشكل افتراضي.

وفي ضوء المزايا العديدة والفرص الرائعة التي تقدمها تقنية الميتافيرس لمستخدميها، حرصت عدد كبير من الحكومات والمنظمات والكيانات الكبرى حول العالم على التوجه نحوها، والاستفادة منها؛ وذلك لتحقيق أهدافها.

ما هي الماسونية – Freemasonry؟

تُعرف الماسونية نفسها بأنها عبارة عن حركة أخوية عالمية، تهدف إلى المساعدة والصداقة والخير. ووفقًا لما أعلنت عنه الحركة، يرتبط أعضاء الماسونية ببعضهم البعض، ويعملون على تحقيق هذه الأهداف عبر طقوس سرية.

 وتعرضت الماسونية، على مدار تاريخها، لاتهامات عديدة، حيث تنظر إليها غالبية الحكومات وكذلك أيضًا المؤسسات الدينية بعين الارتياب والخوف. كما تُثار كل فترة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي نقاشات حول النفوذ الخفي للحركة الماسونية في العالم.

فدائمًا ما يتم توجيه اتهامات لأعضاء هذه الحركة بالعمل على نشر التعاليم الشيطانية، بطرق سرية وخبيثة، تقوم على التضليل والخداع؛ وذلك بهدف السيطرة على العالم. وعادة ما تعرب هذه الحركة عن استيائها الشديد من هذه الاتهامات، وتطالب بإنهاء التمييز ضد أعضائها.

الماسونية

ما هي العلاقة بين الميتافيرس والماسونية؟

من الناحية التاريخية والتأسيسية، لا يوجد أي علاقة بين الميتافيرس والماسونية. فقد ظهرت الحركة الماسونية منذ أكثر من 300 عام، حيث تم عقد أول محفل رسمي لها في يونيو 1717 بالعاصمة البريطانية لندن، والإعلان عنها كمنظمة أخوية عالمية يتشارك أعضائها عقائد وأفكار معينة حول الأخلاق والحياة والكون وغيرها من الأمور الأخرى.

أما الواقع الافتراضي بشكل عام فقد تم الحديث عنه لأول مرة عام 1838، عندما قدم العالم البريطاني الشهير تشارلز ويتستون – Charles Wheatstone، وصفًا للتجسيم، ثم مرت هذه التقنية بالعديد من مراحل التطور، على مدار التاريخ.

ويرى الكثيرون أن عام 2021 كان بمثابة الانطلاقة الحقيقية لتقنية الميتافيرس، وذلك عندما قام مؤسس شركة ميتا – Meta أو فيسبوك – Facebook سابقًا، مارك زوكربيرج – Mark Zuckerberg، بالإعلان عن مشروع شركته للتوجه نحو العالم الافتراضي.

وبالتالي، يمكننا القول بأنه من الناحية التأسيسية لا يوجد أي علاقة بين المصطلحين، فالماسونية ظهرت كمصطلح عقائدي قبل أكثر من قرن على ظهور الواقع الافتراضي كفكرة تقنية، وقبل أكثر من ثلاثة قرون على البدء في استخدام تقنية الميتافيرس.

ومع ذلك، حرصت الحركة الماسونية مثل أي منظمة أو مؤسسة على مواكبة التطورات التقنية، والاستفادة من تقنية الميتافيرس؛ لتوسيع نطاق وصولها، وهو ما سيتم التطرق إليه بشكل تفصيلي في الجزء التالي من هذا المقال.

استخدام الحركة الماسونية للميتافيرس

أعلن موقع Freemason عن حرص الحركة الماسونية على الاستفادة من الفرص الجديدة التي تقدمها تقنية الميتافيرس؛ لتوسيع نطاق وصولها، وتعزيز التعاون العالمي. وفي هذا الإطار، تم الإعلان عن ثلاثة جوانب رئيسية للماسونية داخل العالم الافتراضي، وهي كالتالي:

الاجتماعات الماسونية الافتراضية

وفرت الاجتماعات التقليدية مساحة لأعضاء الماسونية للتواصل وتبادل الأفكار، على مدار العقود الماضية. ومع ظهور الميتافيرس، أصبحت الاجتماعات الماسونية الافتراضية ليست ممكنة فقط، بل باتت أيضًا أكثر سهولة في الوصول إليها. ويتم عقد هذه الاجتماعات في بيئات ثلاثية الأبعاد غامرة، مما يسمح للأعضاء بالتفاعل والمشاركة بطرق فعالة، دون وجود أي قيود جغرافية.

التوثيق الرقمي للتراث الماسوني

حرصت الحركة الماسونية على الحفاظ على تاريخها ونشر تراثها بشكل أكثر فعالية، عن طريق الميتافيرس. فمن خلال رقمنة المعالم والتحف والنصوص المهمة، يمكن للحركة ضمان أن تراثها سوف يكون في متناول الأجيال القادمة.

علاوة على ذلك، فإن إنشاء مجموعات رقمية وتجارب غامرة يمكن أن يشجع على زيادة الاهتمام بالماسونية وتعاليمها، وخاصة بين الأجيال الشابة الأكثر دراية بالتقنيات الحديثة؛ وذلك وفقًا لما ذكره موقع Freemason.

الاتصال والتعاون العالمي

يوفر الميتافيرس منصة للماسونيين في جميع أنحاء العالم للتحدث، ومشاركة الأفكار، والتعاون في المشاريع المختلفة. ومن خلال الاتصال العالمي، تستطيع الحركة الشعور بالوحدة بين أعضائها، وتجاوز الحواجز الجغرافية، وكذلك أيضًا الاختلافات الثقافية.

وفيما يتعلق بهذا الجانب، ذكر موقع Freemason أنه مع تطور الماسونية في العالم المتغير، يمكن الاستفادة من هذا الترابط المتزايد لتعزيز ونشر قيم الشرف والعطاء الأساسية بين جمهور أوسع.

علاقة الميتافيرس بالماسونية

هل يمكن أن تساعد تقنية الميتافيرس على انتشار الماسونية في العالم؟

كما سبق وأن ذكرنا في مقالنا، تسعى الحركة الماسونية إلى الاستفادة من الميتافيرس؛ لتوسيع نطاق وصولها وانتشارها في جميع أنحاء العالم. ويرى الخبراء أنه على الرغم من أن تقنية الميتافيرس يمكن أن تساعد هذه الحركة على تحقيق أهدافها، إلا أنها لن تؤدي بالضرورة إلى انتشار واسع للماسونية في العالم.

بعبارة أخرى، الميتافيرس يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا لمستخدميه من المنظمات والكيانات المختلفة، إلا أنه ليس العامل الوحيد الذي سيضمن تحقيق أهداف وأجندة هذه المنظمات.

الخلاصة

في الختام، يمكننا القول بأنه لا يوجد أي علاقة بين الميتافيرس والماسونية من الناحية التاريخية أو التأسيسية. فعلاقة الميتافيرس بالماسونية، مثل علاقة أي تقنية حديثة بأي منظمة أو حركة حول العالم، حيث تسعى فقط الماسونية للاستفادة من العالم الافتراضي الحديث لتحقيق أهدافها، بغض النظر عن هذه الأهداف، وما إذا كانت نبيلة أم شيطانية كما يروج البعض.

UpYo NFT
Author profile

Whether you wish to learn about NFT, Blockchain, Web3.0, Metaverse, or other emerging technologies, we have the vital resources that will enlighten and help you make an informed decision.

UpYo NFT
المنشورات ذات الصلة
مشاهدة الكل