بعد انفجار غواصة تيتان.. كيف يمكن استخدام الواقع الافتراضي للحد من مخاطر التجربة البشرية؟

PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon June 25, 2023AccessTimeIcon 5 دقائق القراءة
PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon June 25, 2023AccessTimeIcon Mins Read
بعد انفجار غواصة تيتان.. كيف يمكن استخدام الواقع الافتراضي للحد من مخاطر التجربة البشرية؟ Featured Image

أعلن خفر السواحل الأمريكي، يوم الخميس الماضي، بشكل رسمي عن تعرض غواصة تيتان لانفجار داخلي كارثي، أودى بحياة ركابها الخمسة، في نهاية مأساوية لقصة شغلت العالم كله على مدار الأسبوع الماضي.

وجاء ذلك، بعد عدة أيام من عمليات البحث المستمرة عن هذه الغواصة، التي فقدت الاتصال مع سفينة الدعم بعد أقل من ساعتين عن انطلاقها في رحلة استكشافية إلى موقع حطام سفينة تيتانيك، بأعماق المحيط الأطلسي.

وسيطر هذا الحادث المأساوي على نشرات الأخبار العالمية، على مدار الأسبوع الماضي، وتسبب في إجراء العديد من المناقشات حول مخاطر المغامرات والاكتشافات العلمية، وطرح الكثير من التساؤلات حول أفضل الطرق والوسائل للحد منها وتفاديها.

وكان من بين أبرز البدائل التي تم طرحها للحد من مخاطر التجربة البشرية في الاكتشافات العلمية هو استخدام الواقع الافتراضي – Virtual Reality، أو ما يُرمز إليه بـVR.

حيث بدأ الكثيرون يتحدثون، خلال الأيام الماضية، عن ضرورة الاستفادة من دور الواقع الافتراضي وإمكانياته المذهلة في الاكتشافات العلمية؛ وذلك للحد من هذه الحوادث، وهو ما سنقوم بالتركيز عليه من خلال مقالنا اليوم.

الميتافيرس في الاكتشافات العلمية

ما هو الواقع الافتراضي – Virtual Reality؟

الواقع الافتراضي – VR هو عبارة عن تقنية يتم من خلالها استخدام الصور ومقاطع الفيديو الرقمية ثلاثية الأبعاد؛ لإنشاء تجارب بصرية افتراضية للمستخدمين.

وتسمح هذه التقنية بخلق بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد تحاكي البيئة الحقيقية، حيث يمكن للمستخدمين الانخراط فيها بشكل كامل، والتفاعل معها، وممارسة كافة الأنشطة بها كالعمل والتعلم والتسوق والتنزه والرحلات الاستكشافية وغيرها.

بمفهوم آخر، تقوم هذه التقنية بإعادة إنتاج العالم الذي نعيشه، ولكن بشكل رقمي، من خلال استخدام الصور والمجسمات ثلاثية الأبعاد، وهو ما يساهم في خلق تجارب غامرة للمستخدمين.

وتعتمد آلية عمل هذه التقنية على الدمج بين استخدام الأجهزة والبرامج؛ للإنشاء تجارب افتراضية يمكنها خداع العين والدماغ. حيث تقوم الأجهزة بدعم التنبيه الحسي والمحاكاة، كالأصوات واللمس والشم ودرجة الحرارة وغيرها، بينما تقوم البرامج بإنشاء البيئة الافتراضية التي ينغمس بها المستخدمون.

الواقع الافتراضي والاستكشافات العلمية

كما سبق وأن ذكرنا، تعمل تقنية الواقع الافتراضي على خلق بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد تحاكي أي بيئة حقيقية. وبالتالي يمكن من خلال هذه التقنية خلق مساحات افتراضية تحاكي مواقع وأماكن الاكتشافات العلمية، في جميع أنحاء العالم، بحيث يستطيع المستخدمون زيارتها بسهولة شديدة، واستكشاف ما يريدونه دون التحرك من أماكنهم أو التعرض لأي مخاطر.

ويعد خير مثال على ذلك، قيام وكالة ناسا – NASA، بالاعتماد على الواقع الافتراضي لإجراء اكتشافات علمية، دون الحاجة إلى زيارة أماكن هذه الاكتشافات.

ففي شهر يناير من عام 2020، أعلنت وكالة ناسا عن نجاح عالم الفلك مارك كوشنر – Marc Kuchner والباحثة سوزان هيغاشيو – Susan Higashio، في الحصول على منظور جديد لحركة النجوم، باستخدام محاكاة مخصصة للواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد.

وتعليقًا على ذلك، قال مدير تطوير منتجات AR وVR بوكالة ناسا، توماس جروب – Thomas G. Grubb، إن تقنيات مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز يمكن أن تساعد المستكشفين داخل وكالة ناسا وخارجها.

وأوضح جروب، أن الواقع الافتراضي يضع المشاهد داخل عالم محاكي، بينما يقوم الواقع المعزز بتراكب المعلومات التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر في العالم الحقيقي.  وأضاف أن فريقه مستمر في تطوير المزيد من الحلول؛ للاستفادة من أجهزة الواقع الافتراضي في إجراء المزيد من الاكتشافات الهامة في الفضاء.

الواقع الافتراضي في الحد من المخاطر

هل يمكن تنظيم رحلات استكشافية على غرار رحلة تيتان عبر الواقع الافتراضي؟

نعم، بالتأكيد يمكن تنظيم رحلات استكشافية إلى أي مقصد سياحي سواء كان مواقع في المحيط الأطلسي أو غيره، عبر تقنية الواقع الافتراضي.

فقد نجحت هذه التقنية بفضل ما تمتلكه من إمكانيات مذهلة وما تتمتع به من مزايا رائعة، في أن تتحول إلى وسيلة يمكن من خلالها تنظيم كافة أنواع الرحلات السياحية، سواء كانت ترفيهية أو دينية أو استكشافية أو غيرها. وشملت هذه الرحلات الاستكشافية الافتراضية، التي تم تنظيمها خلال الفترة الماضية، بعض المحيطات والبحار حول العالم.

فعلى سبيل المثال، قامت عالمة الأحياء البحرية، إريكا وولسي – Erica Woolsey، بالتعاون مع مؤسسة The Hydrous غير الربحية، في شهر فبراير من عام 2021، بإطلاق مبادرة تحت عنوان “جلب المحيط إلى الجميع – Bring the ocean to everyone”؛ لزيادة الوعي بالأضرار التي تتعرض لها الشعاب المرجانية والحياة البحرية بشكل عام؛ بسبب التغيرات المناخية، من خلال استخدام تقنية الواقع الافتراضي.

ومن خلال هذه المبادرة، قام فريق من العلماء وصناعو الأفلام والغواصون باصطحاب الأشخاص الذين يريدون خوض هذه التجربة، في رحلات غوص افتراضية غامرة بالمحيط الهادي، مدتها تسعة دقائق، مكنتهم من رؤية كل ما يوجد تحت المياه من شعاب مرجانية وغيرها بزاوية 360 درجة.

وبالتالي، يمكن لأي شخص الذهاب في رحلات استكشافية إلى موقع حطام سفينة تيتانيك بالمحيط الأطلسي أو إلى أي موقع بحري آخر، والاستمتاع بتجارب غامرة، من خلال تقنية الواقع الافتراضي والأجهزة الخاصة بها مثل سماعات الرأس وغيرها.

فوائد الميتافيرس في الاستكشاف

كيف يمكن الحد من خطورة الاكتشافات العلمية من خلال الواقع الافتراضي؟

تساهم تقنية الواقع الافتراضي في الحد من مخاطر التجارب الحقيقية بشكل عام، سواء كانت تجارب استكشافية في البحار والمحيطات أو غيرها. فكما سبق وأن ذكرنا، تسمح هذه التقنية لمستخدميها بالذهاب إلى أي أماكن وساحات استكشافية، دون مغادرة منازلهم، وهو ما يوفر لهم مستويات عالية من الأمان.

حيث تعتبر البيئات التي تخلقها هذه التقنية بمثابة بيئات افتراضية بشكل كامل، وبالتالي لا يوجد بها احتمالية لوقوع أي حوادث فقدان أو غرق أو غيرها. جدير بالذكر أنه بجانب عامل الأمان، توفر تقنية الواقع الافتراضي العديد من المزايا الأخرى للمستكشفين والمغامرين، مثل تعزيز الخصوصية، وخلق تفاعل أكبر، وتوفير النفقات، وغيرها.

الخلاصة

تسببت مأساة غواصة تيتان في حالة كبيرة من الحزن بالعالم كله؛ وذلك لفقدان خمسة أشخاص خرجوا في رحلة استكشافية ولم يعدوا.

والحقيقة أن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، فقد شهدنا على مدار العقود الماضية، وقوع حوادث أخرى مشابهة، أودت بحياة الكثير من المستكشفين والمغامرين.

ويدفعنا ذلك إلى ضرورة البحث عن بدائل آمنة، تمكن المستكشفين حول العالم من ممارسة هواياتهم ومهامهم الاستكشافية، دون تعريض حياتهم للخطر. والحقيقة أن الواقع الافتراضي يعتبر أحد أبرز هذه البدائل الآمنة، التي توفر لمستخدميها تجارب افتراضية غامرة تحاكي التجارب الحقيقية.

المواضيع:
UpYo NFT
Author profile

سواء كنت ترغب في التعرف على NFT أو Blockchain أو Web3.0 أو Metaverse أو أي تقنيات ناشئة أخرى ، فلدينا الموارد الحيوية التي من شأنها أن تنير وتساعدك على اتخاذ قرار مستنير.

UpYo NFT
المنشورات ذات الصلة
مشاهدة الكل