تطبيقات الويب 3 في التعليم.. الجيل التالي من الإنترنت يحدث ثورة بالقطاع التعليمي؟

PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon December 6, 2022AccessTimeIcon 6 دقائق القراءة
PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon December 6, 2022AccessTimeIcon Mins Read
تطبيقات الويب 3 في التعليم.. الجيل التالي من الإنترنت يحدث ثورة بالقطاع التعليمي؟ Featured Image

شهدت الفترة الماضية، اهتمامًا ملحوظًا بالويب 3 – Web 3.0، أو ما يُعرف باسم الجيل الثالث من الإنترنت.

فعلى الرغم من أن هذا الجيل الجديد للإنترنت لا يزال في مهده، ولم يتم الانتقال إليه بشكل كامل حتى هذه اللحظة، إلا أنه بات يسيطر على عقول ملايين الأفراد والعديد من الشركات التكنولوجية حول العالم.

والحقيقة أن الاهتمام بهذا التطور الجديد الذي يشهده الإنترنت لم يأت من فراغ، بل ينبع من الاستخدامات المستقبلية العديدة له، والثورة التي من المتوقع أن يحدثها في العديد من القطاعات.

ويأتي القطاع التعليمي على رأس هذه القطاعات التي من المتوقع أن يُحدث بها الويب 3 تغييرًا جذريًا؛ وذلك في ضوء ما يتمتع به من إمكانيات عديدة سوف تنعكس بشكل كبير على مستقبل التعليم في العالم كله.

ولذلك سوف نحاول من خلال هذا المقال، تسليط الضوء على تطبيقات الويب 3 في التعليم، وكيف يمكن أن يساهم هذا الجيل الجديد للإنترنت في إعادة تشكيل البنية التحتية للقطاع بأكمله.

توظيف الويب 3 في التعليم

يمكن توظيف الويب 3 في التعليم من خلال المزايا والإمكانيات العديدة التي يتمتع بها هذا الجيل الثالث من الإنترنت. ولفهم كيف يمكن أن تتم عملية التوظيف هذه، لابد في البداية من إلقاء نظرة عامة حول مفهوم الويب 3 بشكل عام.

يعتبر الويب 3 فكرة لا زالت قيد التطوير للشكل المستقبلي الذي سيكون عليه الإنترنت، والذي يتمحور حول حل جميع المشكلات التي ظهرت في الويب 1 والويب 2، من خلال الاعتماد على اللامركزية كمبدأ أساسي.

فسوف يتم من خلال هذا الجيل الجديد للإنترنت، نقل المستخدمين بعيدًا عن المنصات المركزية مثل فيسبوك – Facebook وجوجل – Google وأمازون – Google وغيرها إلى منصات أخرى لامركزية.

وبالتالي سوف تتحول القوة من يد الشركات التكنولوجية الكبرى إلى يد المستخدمين الفرديين. فمن المقرر أن يتم تطوير منصات وتطبيقات الويب 3، وكذلك أيضًا امتلاكها وصيانتها من قبل المستخدمين، وهو ما سيجعل المستخدم مالك للإنترنت بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

وبالعودة مرة أخرى إلى سؤالنا الخاص بكيفية توظيف الويب 3 في التعلم، فيمكننا الإجابة عليه من خلال استعراض المزايا والإمكانيات التي سوف يعتمد عليها الجيل الثالث من الإنترنت؛ وذلك كالتالي:

اللامركزية

كما سبق وأن أشرنا، يدور الويب 3 حول اللامركزية وتجريد المؤسسات من سلطتها ونقل هذه السلطة إلى الأفراد.

وعلى الرغم من أن هذا الإنترنت اللامركزي يمكن أن يُضعف من قوة المؤسسات التعليمية، إلا أنه في المقابل سوف يوفر المزيد من الفرص للطلاب للتعلم.

ففي بيئة التعلم اللامركزية، لن يكون الطلاب ملزمين بالقيود التي تفرضها المدارس والجامعات على المحتوى المقدم لهم، حيث سيكون بإمكانهم الوصول إلى موارد قيمة وخبراء تعليميين والحصول على محتوى أوسع في بيئات متعددة الوسائط وغامرة بالعديد من التجارب في العالمين المادي والرقمي.

تقنية البلوك تشين – Blockchain

يعتمد الويب 3 بشكل أساسي على تقنية البلوك تشين – Blockchain، التي تسمح بتخزين البيانات بطريقة مختلفة عن البنية التحتية لقواعد البيانات المركزية. ومن خلال هذه التقنية، يمكن للطلاب تسجيل وتوثيق إنجازاتهم التعليمية دون الحاجة إلى الاعتماد على توثيق الجامعات.

ونظرًا لأنه لا يمكن التلاعب بالمعلومات الموثقة عبر البلوك تشين، فستكون هذه التقنية وسيلة ممتازة أيضًا لعرض الدورات والبرامج المدعومة بالتوقيعات المؤسسية.

الميتافيرس – Metaverse

يعتبر الميتافيرس – Metaverse أو ما يُطلق عليه اسم العوالم الافتراضية، أحد أبرز التقنيات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالجيل الثالث للإنترنت.

ويمكن للمعلمين من خلال هذه التقنية، اصطحاب الطلاب إلى مساحات افتراضية، يتم من خلالها تقديم المحتوى التعليمي بطريقة أكثر تفاعلية.

الرسوم ثلاثية الأبعاد

من المقرر أن يدمج الويب 3 استخدام الرسوم ثلاثية الأبعاد وأجهزة الواقع الافتراضي والواقع المعزز؛ وذلك لتزويد المستخدمين بتجربة تصفح واقعية. وسوف يساهم ذلك في خلق تجربة تعليمية أكثر تفاعلية للطلاب.

الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي

من المقرر أن يستفيد الجيل الثالث للإنترنت كثيرًا من التعلم الآلي، والذي يعد مجموعة فرعية من الذكاء الاصطناعي – AI، يحاكي التعلم البشري باستخدام البيانات والخوارزميات. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تحسين دقة استهداف المحتوى التعليمي.

المنظمات المستقلة اللامركزية – DAOs

تعتبر المنظمات المستقلة اللامركزية – DAOs، من أهم محاور الويب 3، وهي تشير إلى مجتمعات على الإنترنت، تحت ملكية وإدارة أعضاءها. ومن المحتمل أن يكون هناك منظمات مستقلة لامركزية تعليمية، تركز بشكل أساسي على تحسين الأنظمة التعليمية عبر الإنترنت، وهي ما ستُعرف باسم EdDAOs.

وسوف يتم إدارة هذه المنظمات بشكل مستقل، بعيدًا عن أي سلطة مركزية أو إدارة هرمية، من خلال السماح للأعضاء بالمشاركة والتصويت على القرارات، بناءً على ملكية الأصول الرقمية بداخلها.

تطبيقات الويب 3 في التعليم.. ما الذي يمكن أن يضيفه الجيل الجديد للإنترنت للتعلم؟

هناك العديد من الأشياء والمزايا التي يمكن أن يضيفها الويب 3 للقطاع التعليمي، وهي كالتالي:

تطوير وسائل التدريس والتعلم

تسعى تقنية الويب 3 جاهدة لإحداث ثورة في طريقة التعليم والتعلم، من خلال إطلاق العنان للإمكانيات التكنولوجية.

فباستخدام أدوات وتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والميتافيرس والبلوك تشين وغيرها، يمكن للويب 3 تبسيط الوصول للمعرفة لكل شخص بأي مكان في العالم. وسوف يساعد كل ذلك في تطوير المهارات الإبداعية والتحليلية والعملية لدى الطلاب.

توفير الوقت

سوف يساهم الويب 3 بشكل كبير في تبسيط عملية التدريس، ومن ثم تقليل إهدار الوقت. حيث ستساعد تقنيات الجيل الجديد للإنترنت الطلاب على قضاء وقت أقل في جمع البيانات ودمجها.

تشجيع التعليم عن بعد

منذ تفشي وباء كورونا في عام 2021، اكتسب التعليم عن بعد شعبية هائلة في جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن يساهم الويب 3 في جعل التعليم المنزلي أكثر تفاعلية، وذلك بفضل الإمكانيات والمزايا الرائعة التي يتمتع بها، والتي سبق الإشارة إليها.

إشراك الطلاب في صناعة المحتوى التعليمي

من المتوقع أن تساهم المنظمات المستقلة اللامركزية التعليمية في مساعدة الطلاب على أن يصبحوا جزءًا أساسيًا من صناعة المحتوى التعليمي. فمن خلال هذه المنظمات يمكن للطلاب أن يصبحوا أعضاءً في مجتمعات تتشارك نفس الأفكار والاهتمامات.

كما يمكن أيضًا للطلاب من خلال الـEdDAOs الحصول على حوافز مالية مقابل المساهمات التي يقدمونها للمنظمة.

مستقبل التعليم في ظل تقنية الويب 3

من المتوقع أن يشهد القطاع التعليمي في ظل تقنية الويب 3 تغييرات جذرية عديدة.

ففيما يتعلق بطريقة التعلم، لن يكون الطلاب محصورين في الفصول الدراسية التقليدية أو ملزمين بالتقويم الجامعي التقليدي، بل سيكون بإمكانهم التعلم في أي مكان وفي أي وقت. وبمساعدة التكنولوجيا، سيكون لدى الطلاب إمكانية الوصول غير المسبوق إلى المعلومات والأفكار.

كما من المرجح أن يتضائل دور المؤسسات التعليمية التقليدية، ليحل محلها المنظمات التعليمية المستقلة اللامركزية، والتي سيلعب فيها الطلاب دورًا حيويًا.

فبدلًا من الاعتماد على المؤسسات التعليمية المركزية، سيكون الطلاب قادرين على الاستفادة من الذكاء الجماعي للجماهير، والتواصل مع الأشخاص ذوي التفكير المماثل في جميع أنحاء العالم، والتعلم من بعضهم البعض.

باختصار شديد، سيكون التعليم في ظل تقنية الويب 3 لامركزي وتعاوني وعالمي.

الخلاصة

من المتوقع أن يقوم الويب 3 بشكل مباشر أو غير مباشر بإعادة بناء البنية التحتية الأساسية لقطاع التعليم في العالم كله.

فمن خلال الجيل الثالث للإنترنت، سوف يتم السماح للمتعلمين بجمع المهارات من مصادر لا حصر لها، والتحقق من صحة المعرفة وتخزينها على شبكات البلوك تشين، والحصول على تجربة تعليمية أكثر تفاعلية من خلال تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

باختصار من المتوقع أن يساهم الويب 3 في إحداث ثورة جذرية في مجال التعليم، خلال المستقبل القريب، وهو ما سنراه معًا.

نتمنى أن يكون هذا المقال قد ساعدك في معرفة أهم استخدامات الويب 3 في التعليم، والتأثير الذي يمكن أن يحدثه الجيل الجديد للإنترنت على هذا القطاع الحيوي.

UpYo NFT
Author profile

سواء كنت ترغب في التعرف على NFT أو Blockchain أو Web3.0 أو Metaverse أو أي تقنيات ناشئة أخرى ، فلدينا الموارد الحيوية التي من شأنها أن تنير وتساعدك على اتخاذ قرار مستنير.

UpYo NFT
المنشورات ذات الصلة
مشاهدة الكل