دور البلوك تشين في التنمية المستدامة وتحقيق أجندة الأمم المتحدة

PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon February 2, 2023AccessTimeIcon 6 دقائق القراءة
PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon February 2, 2023AccessTimeIcon Mins Read
دور البلوك تشين في التنمية المستدامة وتحقيق أجندة الأمم المتحدة Featured Image

عندما اعتمدت منظمة الأمم المتحدة، أهداف التنمية المستدامة – SDGs في عام 2015، كانت تقنية البلوك تشين – Blockchain أو ما يُطلق عليها اسم سلسلة الكتل مازالت في مراحلها الأولى، حيث لم يكن يعرف عنها الكثيرون وقتها شيء.

وبالتالي لم يتوقع أحد في ذلك التوقيت أن يكون لهذه التقنية الصاعدة دورًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي يتحدث عنها العالم كله، ويسعى لتحقيقها.

ولكن مع مرور الوقت استطاعت تقنية البلوك تشين أن تثبت نفسها كواحدة من أهم التقنيات التي يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تنفيذ هذه الأجندة العالمية؛ وذلك في إطار ما تتمتع به من مزايا عديدة، وما تقدمه من خدمات كثيرة.

وسوف نحاول من خلال هذا المقال شرح دور البلوك تشين في التنمية المستدامة، وكيف يمكن أن تساعد هذه التقنية على تحقيق الأهداف التي يصبو إليها العالم كله. ولكن قبل ذلك، سوف نقوم بتقديم نبذة تعريفية بسيطة لبعض المفاهيم الأساسية، التي ستساعدنا في فهم العلاقة بين البلوك تشين والنمو المستدام.

ما هي تقنية البلوك تشين؟

تقنية البلوك تشين هو نوع من قواعد البيانات الضخمة، يتم عن طريقها تسجيل أو توثيق أي نوع من المعاملات في أي مكان بالعالم، في سجل واحد موجود على الإنترنت.

وتختلف قواعد البيانات الخاصة بالبلوك تشين عن غيرها من قواعد البيانات التقليدية في الطريقة التي يتم من خلالها تخزين وتنظيم المعلومات التي تحتوي عليها.

فعن طريق هذه التقنية يتم جمع البيانات في مجموعات تُعرف باسم الكتل، ويكون لكل كتلة منها سعة تخزينية معينة، عندما تمتلئ يتم ربطها بالكتلة المملوءة مسبقًا؛ لتشكل بذلك سلسلة من البيانات، ومن هنا تم إطلاق اسم سلسلة الكتل أو البلوك تشين عليها.

ويتم التحقق من المعاملات التي يتم تسجيلها على هذه الكتل عن طريق مستخدمين آخرين في نفس النظام، وبمجرد التأكد منها لا يمكن تغييرها، حيث يتم إضافتها إلى السلسلة الدائمة الأخرى، التي تم التحقق منها مسبقًا.

ويمكن تشبيه هذه التقنية بنظام دفتر أستاذ رقمي، يستخدم سجلًا مفتوحًا وموزعًا؛ لتتبع مختلف المعاملات. ويعتمد البلوك تشين بشكل أساسي على مبدأ اللامركزية، حيث لا يتطلب تدخل أي وسيط أو طرف ثالث لتسجيل المعاملات.

ويتم استخدام هذه التقنية على نطاق واسع في العديد من المجالات، سواء كانت الطبية أو التعليمية أو الحكومية أو التجارية أو غيرها.

ما هي التنمية المستدامة؟

التنمية المستدامة هي تلك التنمية التي تأخذ في اعتبارها الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية؛ لتلبية احتياجات الأجيال الحالية دون المساس بحقوق الأجيال القادمة.

وفي عام 2015، اعتمدت منظمة الأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة – SDGs، والتي تعتبر بمثابة دعوة عالمية للعمل على إنهاء الفقر، وحماية الكوكب، وضمان تمتع الجميع بالسلام والازدهار، بحلول عام 2030.

وتشمل أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الأمم المتحدة 17 هدفًا رئيسيًا، تدور معظمها حول القضاء على الفقر والجوع، والنهوض بالصحة والتعليم، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتوفير مصادر طاقة نظيفة، وتحقيق النمو الاقتصادي.

دور البلوك تشين في التنمية المستدامة

في ضوء الاستخدامات العديدة لها، يمكن أن تلعب تقنية البلوك تشين دورًا محوريًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الأمم المتحدة؛ وذلك كالتالي:

الرعاية الصحية

تحتل الرعاية الصحية أولوية قصوى ضمن أهداف التنمية المستدامة التي سبق الإشارة إليها. وتساعد تقنية البلوك تشين في تحقيق هذا الهدف، من خلال عدة محاور أولها حفظ السجلات الصحية الخاصة بالمرضى بشكل أكثر أمانًا وتنظيمًا، وهو ما يساعد الأطقم الطبية في الحصول على التاريخ الطبي للمرضى بشكل أسهل وأكثر كفاءة.

كما يتم الاستفادة من هذه التقنية في مصادقة الدواء؛ وذلك نظرًا لقدرتها على تخزين سجلات دقيقة وغير قابلة للتغيير. وعلاوة على كل ذلك، يتم استخدام تقنية سلسلة الكتل للتحقق من المؤهلات في المجال الطبي، ومن ثم تقليل حالات الغش وجرائم انتحال صفة الطبيب.

توفير تعليم جيد

تساعد تقنية سلسلة الكتل المؤسسات التعليمية في التحقق من سجلات الطلاب ووثائق الاعتماد الخاصة بهم، ومن ثم تقليل حالات الغش والتزوير. كما تساعد المؤسسات التعليمية أيضًا على تتبع حضور الطلاب، والتأكد من قيامهم بكافة المهام المكلفين بها.

وتساهم هذه التقنية أيضًا في توفير فرص تعلم أفضل للطلاب عبر الإنترنت، بعيدًا عن المركزية ومشكلاتها الكثيرة. وبالإضافة إلى كل لذلك، يمكن أن يؤدي دمج البلوك تشين في المناهج الدراسية، إلى توفير تجربة تعلم أفضل للطلاب.

بناء سلاسل توريد مرنة وشفافة

تعتبر سلاسل التوريد عنصرًا هامًا في معادلة التنمية المستدامة، حيث أنها تدخل ضمن العديد من الأهداف مثل تعزيز التصنيع الشامل، وتحسين الإنتاج، وغيرها.

وعلى الرغم من أهمية هذا العنصر، إلا أن جائحة كورونا، وما ترتب عليه من تداعيات، قد سلطت الضوء على التحديات ونقاط الضعف في سلاسل التوريد العالمية، مما زاد الدعوات للشفافية وإمكانية التتبع.

ومن هنا، تم التوسع في الاعتماد على تقنية البلوك تشين؛ للاستفادة من مزاياها في معالجة أوجه القصور داخل سلاسل التوريد، وتحقيق الشفافية، وتتبع العناصر المختلفة.

مكافحة الفقر

تلعب تقنية البلوك تشين دورًا غير مباشر في مكافحة الفقر، الذي يعد من أهم وأبرز أهداف التنمية المستدامة. فقد أشارت تقارير صحفية إلى أن أكثر من ثلثي سكان العالم يعانون من عدم وجود نظام رسمي لتسجيل حقوق الملكية.

وتسبب ذلك في فقدان موارد وأصول عديدة في الكثير من دول العالم، كان من الممكن الاستفادة منها تحسين مستوى المعيشة. ويمكن لتقنية سلسلة الكتل أن تساعد في حل هذه المشكلة، من خلال الاعتماد عليها كنظام آمن وفعال لتسجيل الملكية.

بناء مؤسسات عامة قوية وأكثر خضوعًا للمساءلة

يتضمن الهدف الـ16 في أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بناء مؤسسات قوية وخاضعة للمسائلة. وبدأت العديد من الدول حول العالم في الاعتماد على تقنية سلسلة الكتل؛ لتعزيز الرقابة على المؤسسات، وتحقيق الشفافية، وخاصة فيما يتعلق بالإنفاق الحكومي.

فعلى سبيل المثال، قامت حكومة كولومبيا مؤخرًا بتعميم نظام المشتريات القائمة على البلوك تشين، في محاولة منها لتطبيق مبدأ الشفافية فيما يتعلق بالمشتريات العامة.

الانتقال إلى الطاقة المستدامة

تلعب تقنية البلوك تشين دورًا كبيرًا في الاستفادة من وفرة الموارد الطبيعية -خاصة في الدول النامية- ودمج مصادر الطاقة المتجددة، وزيادة فرص الحصول على خدمات الطاقة الحديثة، وإدارة شبكات الكهرباء، وغيرها.

وسوف يساهم كل ذلك بالتأكيد في تحقيق الهدف السابع بأجندة الأمم المتحدة، المتعلق بتوفير المزيد من مصادر الطاقة النظيفة.

كيف تنظر الأمم المتحدة إلى تقنية البلوك تشين؟

أصدرت منظمة الأمم المتحدة منذ فترة تقريرًا تحت عنوان: تقنية سلسلة الكتل والنمو المستدام.

وأكدت الأمم المتحدة في تقريرها أنه على الرغم من أن تقنية البلوك تشين مازالت تقنية ناشئة، إلا أنه يجب التعامل معها كوسيلة ممكنة لتحقيق التنمية، وخاصة بعد أن أثبتت قدرتها على إنشاء بنية اقتصادية جديدة.

وأشارت إلى بعض الأمثلة مثل إنترنت الأشياء والهاتف المحمول وحتى الإنترنت نفسه، وغيرها من التقنيات التي كان يتم التعامل معها في البداية بحذر، ثم أصبحت فيما بعد ركنًا أساسيًا في العديد من المجالات.

كما أكدت أيضًا على ضرورة العمل على إعادة صياغة المزيد من المناقشات؛ للاستفادة من هذه التقنية الصاعدة.

الخلاصة

في نهاية مقالنا، يمكننا القول بأن تقنية البلوك تشين أصبحت وسيلة أساسية ضمن الوسائل التي يتم الاعتماد عليها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

فكما سبق وأن أشرنا، تلعب تقنية سلسلة الكتل دورًا كبيرًا في تحقيق العديد من الأهداف، مثل مكافحة الفقر والجوع، وتوفير الصحة والتعليم الجيد، وبناء المؤسسات القوية، والتوسع في الاعتماد على الطاقة النظيفة.

ويتوقع الخبراء أن يتعاظم دور البلوك تشين، خلال المستقبل القريب، ليمتد دوره إلى المزيد من الأهداف الأخرى.

نتمنى أن يكون هذا المقال قد ساعدك في فهم كيف تدعم البلوك تشين التنمية المستدامة، وكيف تستفيد الدول من هذه التقنية الصاعدة في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة.

المواضيع:
UpYo NFT
Author profile

سواء كنت ترغب في التعرف على NFT أو Blockchain أو Web3.0 أو Metaverse أو أي تقنيات ناشئة أخرى ، فلدينا الموارد الحيوية التي من شأنها أن تنير وتساعدك على اتخاذ قرار مستنير.

UpYo NFT
المنشورات ذات الصلة
مشاهدة الكل