ما هي الهوية اللامركزية؟.. كل ما تريد أن تعلمه

PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon April 5, 2023AccessTimeIcon 10 دقائق القراءة
PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon April 5, 2023AccessTimeIcon Mins Read
 ما هي الهوية اللامركزية؟.. كل ما تريد أن تعلمه Featured Image

مع التوجه الحالي نحو الجيل الثالث للإنترنت أو ما يُعرف باسم الويب 3 – Web 3.0، ظهرت العديد من المصطلحات الجديدة. وكان من بين أبرز هذه المصطلحات التي انتشرت مؤخرًا، وباتت تُستخدم على نطاق واسع، هو مصطلح الهوية اللامركزية – Decentralized Identity.

وفي ضوء ذلك، سوف نحاول من خلال مقالنا اليوم تقديم دليل شامل للهوية اللامركزية، من حيث تعريفها، وعلاقتها بتقنية البلوك تشين، وأبرز استخداماتها، وأهم المزايا والعيوب الخاصة بها، وكذلك أيضًا مستقبلها.

الهوية اللامركزية وتقنية البلوك تشين

ما هي الهوية اللامركزية – Decentralized Identity؟

الهوية اللامركزية هي إحدى طرق إدارة الهوية، التي تسمح للأشخاص بالتحكم في هويتهم الرقمية دون الاعتماد على أي سلطة مركزية أو طرف ثالث.

وتشمل الهوية الرقمية مجموعة من المعلومات الخاصة بأفراد معينين، والتي تحدد هويتهم بشكل مباشر أو غير مباشر، مثل الاسم والعمر والعنوان والجنسية وحسابات بطاقات الائتمان وتاريخ الائتمان وما إلى ذلك.

كما تشمل أيضًا المعلومات والبيانات الخاصة بمؤسسات معينة أو أجهزة إلكترونية موجودة على الإنترنت. ومن خلال الهوية اللامركزية، يمكن للمستخدمين التحكم في بياناتهم الشخصية، وتقديم المعلومات المطلوبة فقط للتحقق منها، دون الحاجة إلى الإفصاح عن جميع المعلومات.

وتدعم الهوية اللامركزية إطار عمل يقوم على الثقة، حيث يتفاعل المستخدمون والمؤسسات مع بعضهم البعض بشفافية وأمان. وكما سبق وأن ذكرنا، يرتبط مفهوم الهوية اللامركزية ارتباطًا وثيقًا بالويب 3، حيث يعد أحد المبادئ الأساسية للجيل الثالث للإنترنت.

وشهدت الفترة الماضية، زيادة الاعتماد بشكل كبير على الهوية اللامركزية من قبل الأفراد والمؤسسات والمطورين، وخاصة أنها تقدم حلولًا عديدة للمشكلات المرتبطة بأنظمة الهوية الرقمية المركزية، مثيل الاحتيال واختراق الخصوصية وما إلى ذلك، وما هو سيتم التطرق إليه بشكل تفصيلي في جزء لاحق من هذا المقال.

ما هو الفرق بين إدارة الهوية المركزية وإدارة الهوية اللامركزية؟

كما سبق وأن ذكرنا، إدارة الهوية اللامركزية هي طريقة لإدارة هويتك على الإنترنت، ويمكنك من خلالها كمستخدم التحكم في معلوماتك الشخصية.

وتمنح أنظمة الهوية اللامركزية للمستخدمين القدرة على التحكم في من يمكنهم الوصول إلى معلوماتهم الشخصية، وإبطال هذا الوصول إذا لزم الأمر.

أما في حالة إدارة الهوية المركزية، تحتفظ منظمات أو شركات مركزية بجميع معلوماتك الشخصية، وتتحكم فيها، وتسيطر عليها سيطرة كاملة.

لذلك، يجب أن يثق المستخدمون في أن المؤسسة أو الشركة المركزية سوف تحافظ على أمان معلوماتهم الشخصية، ولن تُسيء استخدامها.

وتعد أنظمة الهوية اللامركزية أكثر أمانًا من أنظمة الهوية المركزية، ففي حالة تعرض المؤسسة المركزية أو الشركة للخطر، فإن جميع المعلومات الشخصية لجميع مستخدميها سوف تكون تكون معرضة لهذا الخطر.

أما في أنظمة الهوية اللامركزية، لا يتم تخزين المعلومات الشخصية لجميع المستخدمين في مكان واحد؛ لذلك إذا تم اختراق معلومات أحد المستخدمين، فلن يؤثر ذلك على المعلومات الشخصية للمستخدمين الآخرين. وتعد إدارة الهوية اللامركزية أكثر خصوصية من إدارة الهوية المركزية.

فمن خلال أنظمة الهوية المركزية، غالبًا ما يضطر المستخدمون إلى الإفصاح عن كثير من المعلومات الشخصية إلى المؤسسة أو الشركة المركزية، والتي يمكن استخدامها للإعلانات المستهدفة أو لأغراض أخرى.

ولكن مع أنظمة الهوية اللامركزية، يقوم المستخدمون بمشاركة المعلومات الشخصية التي يريدون مشاركتها فقط، حيث يمكنهم الحفاظ على خصوصية باقي المعلومات.

ما هي أهمية الهوية اللامركزية؟

تهدف الهوية اللامركزية إلى إعطاء الأشخاص إثباتًا رقميًا للهوية، وقدرة على التحكم فيها بطريقة آمنة وسهلة الاستخدام.

فغالبًا ما يحتاج المواطنون إلى إثبات وجود يمكن التحقق منه؛ للوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والخدمات المصرفية والتعليم وغيرها. لسوء الحظ، وفقًا لبيانات البنك الدولي هناك أكثر من مليار شخص على الكوكب ليس لديهم إثبات رسمي للهوية.

وبالتالي، فإن جزء كبير من سكان العالم في وضع غير مستقر، ولا يمتلكون القدرة على التصويت في الانتخابات أو فتح حسابات مصرفية أو العثور على وظيفة أو تملك عقار أو غيرها من الأنشطة الأخرى التي تتطلب إثبات هوية.

وحتى الذين يمتلكون هوية تقليدية، فهم عرضة لمخاطر الاحتيال وسرقة البيانات الخاصة بهم؛ وذلك بسبب المشكلات العديدة التي تعاني منها أنظمة الهوية المركزية.

فغالبية الذين لديهم أشكال تقليدية للهوية الرقمية لا يملكون سيطرة كاملة عليها، حيث يتم تخزين المعلومات الخاصة بهم وإدارتها من قبل مؤسسات وشركات مركزية، وهو ما يجعلها عرضة للاختراق وإساءة الاستخدام.

وتعالج الهوية الرقمية اللامركزية جميع هذه المشكلات، حيث توفر للمستخدم إثباتًا رقميًا بطريقة آمنة وسهلة الاستخدام. فكل ما يحتاجه المستخدم فقط، هو جهاز ذكي واتصال بالإنترنت؛ للاستفادة من الحلول والمزايا العديدة التي تقدمها الهوية اللامركزية.

كيف يعمل نظام الهوية اللامركزية؟

يتضمن نظام الهوية اللامركزية عدة عناصر رئيسية يعمل من خلالها، وهي كالتالي:

  • تقنية البلوك تشين – Blockchain: هي قاعدة بيانات لامركزية، يتم مشاركتها بين أجهزة الكمبيوتر في الشبكة التي تسجل المعلومات بطريقة تجعل من الصعب للغاية تغييرها أو اختراقها بأي شكل من الأشكال.
  • محفظة الهوية اللامركزية: تعتبر بمثابة تطبيق يتيح للمستخدمين إنشاء معرفاتهم اللامركزية، وإدارة بيانات الاعتماد القابلة للتحقق.
  • المُعرف اللامركزي – DID: هو معرف فريد على البلوك تشين، يتكون من سلسلة من الأحرف والأرقام التي تحتوي على تفاصيل معينة، مثل المفتاح العام ومعلومات التحقق.
  • بيانات الاعتماد القابلة للتحقق – VC: هي عبارة عن نسخة رقمية مؤمنة -من خلال التشفير- من أوراق الاعتماد التي يمكن للأشخاص تقديمها إلى المؤسسات التي تحتاجها للتحقق.

وهناك مجموعة من الأطراف التي تلعب دورًا رئيسيًا في نظام بيانات الاعتماد القابلة للتحقق، وهي كالتالي:

  • المالك: هو مستخدم ينشئ مُعرفه اللامركزي باستخدام تطبيق المحفظة الرقمية، ويتلقى بيانات الاعتماد القابلة للتحقق.
  • المُصدر: هي المؤسسة التي توقع على الاعتماد القابل للتحقق بمفتاحها الخاص، وتصدره للمالك.
  • المدقق: هو الطرف الذي يتحقق من بيانات الاعتماد، ويمكنه قراءة المعرف اللامركزي العام للمُصدر على البلوك تشين؛ للتحقق مما إذا كانت بيانات الاعتماد القابلة للتحقق التي شاركها المالك قد تم توقيعها بواسطة الجهة المصدرة أم لا.

وبعد استعراض أهم عناصر نظام الهوية اللامركزية، يمكننا القول بأن هذا النظام يعمل على أساس استخدام المحافظ اللامركزية المشفرة القائمة على تقنية البلوك تشين.

ففي هذا النظام، يستخدم الأشخاص محافظ الهوية اللامركزية، كتطبيقات خاصة تسمح لهم بإنشاء معرفاتهم اللامركزية، وتخزين معلومات التعريف الشخصية الخاصة بهم، وإدارة بيانات الاعتماد القابلة للتحقق، بدلًا من الاحتفاظ بمعلومات الهوية على مواقع الويب التي يسيطر عليها الوسطاء.

ويتم تشفير محافظ الهوية اللامركزية هذه، واستبدال كلمات المرور للوصول إليها بمفاتيح تشفير غير قابلة للاحتيال، والتي لا تمثل نقطة ضعف واحدة في حالة حدوث أي اختراق.

وتُنشئ المحفظة اللامركزية نوعين من مفاتيح التشفير، وهي العامة والخاصة. ويميز المفتاح العام المحفظة بشكل عام، في حين أن المفتاح الخاص، المخزن في المحفظة، يكون مطلوبًا أثناء عملية المصادقة.

بينما تقوم محافظ الهوية اللامركزية بمصادقة المستخدمين بشفافية، فإنها تحمي أيضًا بيناتهم. وتخزن التطبيقات اللامركزية – DApps معلومات تحديد الهوية الشخصية وتفاصيل الهوية التي تم التحقق منها، والمعلومات اللازمة لتأسيس الثقة.

وتساعد هذه المحافظ المستخدمين في منح وإلغاء الوصول إلى معلومات الهوية من مصدر واحد، مما يجعلها أسرع وأسهل. علاوة على ذلك، يتم توقيع هذه المعلومات الموجودة في المحفظة من قبل عدة جهات موثوقة لإثبات دقتها.

على سبيل المثال، يمكن أن تحصل الهويات الرقمية على موافقة من جهة إصدار معينة، كالجامعات أو أصحاب العمل أو الهياكل الحكومية أو غيرها. باستخدام محفظة الهوية اللامركزية، يمكن للمستخدمين تقديم إثبات هويتهم إلى أي طرف أو جهة.

لهوية الرقمية

ما هي العلاقة بين الهوية اللامركزية وتقنية البلوك تشين؟

بعد استعراض آلية عمل نظام الهوية اللامركزية، يمكننا القول بأن هناك علاقة وثيقة بين هذا النظام وتقنية البلوك تشين. ففي أنظمة الهوية اللامركزية تتحقق تقنية البلوك تشين، على وجه الخصوص من صحة وجود هوية شرعية.

ومن خلال توفير بنية متسقة وقابلة للتشغيل البيني ومقاومة للعبث، تتيح تكنولوجيا البلوك تشين الإدارة والتخزين الآمن للمعلومات الشخصية.

أبرز استخدامات الهوية اللامركزية

يمكن استخدام أنظمة الهوية اللامركزية في العديد من القطاعات، وذلك من خلال التالي:

الرعاية الصحية

في معظم الأحيان، يتم تخزين المعلومات الخاصة بالمرضى في قواعد بيانات مركزية داخل أنظمة الرعاية الصحية، مما يجعلها عرضة لمخاطر الاختراق وانتهاك الخصوصية.

ولكن من خلال الهوية اللامركزية، يمكن للمرضى إدارة البيانات الخاصة بهم بأنفسهم، ما يضمن لهم السيطرة عليها والتحكم فيها بشكل كامل. ويساعد ذلك في الحفاظ على أمان وخصوصية البيانات الشخصية للمرضى، وكذلك أيضًا تبسيط إجراءات الرعاية الصحية.

وبالتالي يمكن لأصحاب المصلحة في مجال الرعاية الصحية، مثل المستشفيات وشركات التأمين وشركات الأدوية وغيرها، أن يقوموا بسهولة بدور المُصدر، كما يمكن للمرضى استعادة السيطرة على بياناتهم.

التعليم

عادة ما تتطلب الأنظمة التعليمية التقليدية من الطلاب تقديم المعلومات والبيانات الخاصة بهم إلى المؤسسات ومقدمي الخدمات التعليمية. وفي هذه الحالة، تكون بيانات الطلاب تحت سيطرة المؤسسات التعليمية، حيث يتم التحكم فيها بشكل كامل من  قبل هذه المؤسسات.

وقد يؤدي ذلك إلى تعريض بيانات الطلاب لمخاطر السرقة وانتهاك الخصوصية، وهو ما قد يضر بمسيرتهم التعليمية.

ويمكن للهوية اللامركزية القضاء على كل هذه المخاطر، وتأمين بيانات الطالب، من خلال توفير هوية رقمية له، تمنحه السيطرة الكاملة على معلوماته الشخصية.

ويمكن التحقق من هذه الهوية الرقمية المحمولة في أي وقت وبأي مكان، وهو ما يساعد في تبسيط إجراءات التقدم للحصول على المنح الدراسية والدورات التدريبية.

العقارات

عادة ما تتسم عمليات تأجير وشراء وبيع العقارات بالبيروقراطية، حيث تتطلب الكثير من الأوراق من كافة الأطراف المعنية. فغالبًا ما يحتاج المستأجرون إلى تقديم مستندات مثل بطاقات الهوية الوطنية، وإثبات الإقامة، وبيانات الدخل، وغيرها.

ويمكن لأنظمة الهوية اللامركزية تبسيط كل هذه الإجراءات وكذلك أيضًا تقليل فرص الاحتيال، من خلال الهوية الرقمية التي تشمل كافة المعلومات الخاصة بالمستخدم.

الخدمات الحكومية

على الرغم من الخطوات الجادة التي اتخذتها العديد من الحكومات حول العالم؛ لتسهيل وتبسيط إجراءات تقديم الخدمات للمواطنين، إلا أنها مازالت تعاني من العديد من المشكلات المتعلقة بأوقات المعالجة البطيئة.

ويمكن لإدارة الهوية اللامركزية القضاء على هذه المشكلات، وجعلها أسرع وأسهل بكثير. فعلى سبيل المثال، يمكن للحكومات إصدار بيانات الاعتماد القابلة للتحقق لبطاقات الهوية الوطنية وجوازات السفر والتأشيرات وتصاريح العمل وغيرها.

ويستخدم المواطنون بيانات الاعتماد هذه للوصول إلى خدمات مثل التصويت الإلكتروني وتسجيل الأعمال ودفع الضرائب والعمليات الأخرى التي قد تتطلبها السلطات المحلية.

الخدمات المصرفية

تمتلك أنظمة الهوية اللامركزية القدرة على إحداث ثورة في القطاع المصرفي، وذلك من خلال نظام بيانات الاعتماد القابلة للتحقق.

حيث يتيح هذا النظام لعملاء البنوك إمكانية إنشاء حسابات مصرفية في ثوانٍ، بدلًا من تقديم نسخ ورقية كثيرة من وثائق الهوية، والانتظار عدة ساعات أو أيام؛ حتى يتحقق مزود الخدمة من هويتهم.

الميتافيرس

توفر أنظمة الهوية اللامركزية للمستخدمين هوية رقمية محمولة يمكنهم من خلالها إثبات وجودهم بشكل آمن في عوالم الميتافيرس – Metaverse. ومن خلال هذه الأنظمة، يمكن أيضًا للمستخدمين نقل أصولهم الرقمية بسهولة بين عوالم افتراضية مختلفة.

وعلاوة على ذلك، تسهل أنظمة الهوية اللامركزية المعاملات من نظير إلى نظير – P2P في الميتافيرس، مما يسمح للمستخدمين التعامل مع بعضهم البعض بشكل مباشر دون الحاجة إلى وسطاء مركزيين.

ويساهم هذا النهج في تعزيز أمان وخصوصية بيانات المستخدم، ويقلل من مخاطر تعرضها للاختراق.

الهوية اللامركزية وتقنية البلوك تشين

أبرز مزايا وعيوب الهوية اللامركزية

مثل أي نظام حديث، تتمتع الهوية اللامركزية بالعديد من المزايا، كما تنطوي على بعض العيوب.

أولًا: المزايا

تتمثل أبرز مزايا الهوية اللامركزية في التالي:

التحكم

تمنح الهوية اللامركزية لأصحابها القدرة على التحكم في معرفاتهم الرقمية. ونظرًا لأن المستخدمين يتمتعون بالتحكم والسيطرة الكاملة على بياناتهم، فيمكنهم تحديد المعلومات التي يريدون الكشف عنها.

الأمان

تتمتع أنظمة الهوية اللامركزية بدرجة عالية من الأمان؛ وذلك بفضل تقنية البلوك تشين التي تعتمد عليها بشكل أساسي، والتي تجعل البيانات مشفرة وغير قابلة للاختراق بأي شكل من الأشكال. ويقلل ذلك من خطر انتهاك خصوصية معلومات المستخدم وتعرضها للسرقة والاحتيال.

سهولة الاستخدام

أخيرًا وليس آخرًا، تمنح تقنية الهوية اللامركزية المستخدمين ميزة إنشاء وإدارة هوياتهم بسهولة شديدة. ويتم ذلك باستخدام تطبيقات ومنصات هوية لامركزية جديدة سهلة الاستخدام.

ثانيًا: العيوب

تأخر التبني

لاتزال الحكومات والمنظمات تحاول معرفة كيفية نشر تقنية الهوية اللامركزية على نطاق واسع. بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم المستخدمين غير التقنيين لم يسمعوا من قبل عن هذه التقنية.

غياب التنظيم

يتطلب تطبيق أنظمة الهوية اللامركزية إجراءات تنظيمية كثيرة؛ وذلك للاستفادة منها على أكمل وجه. ويتطلب ذلك أولًا التغلب على الأنظمة المركزية واللوائح القديمة، وإنشاء أنظمة لامركزية حديثة.

غياب التشغيل البيني

يعتبر من أبرز التحديات التي تواجه تطبيق تقنية الهوية اللامركزية على نطاق واسع، هو أنها تتطلب إنشاء أنظمة قابلة للتشغيل البيني. فإنشاء هويات رقمية لامركزية يتطلب التنسيق والتعاون بين الكثير من المؤسسات والمنظمات، وهو ما قد يستغرق وقتًا طويلًا.

رؤية مستقبلية للهوية اللامركزية

على الرغم من أن أنظمة الهوية اللامركزية مازالت في مهدها، إلا أنه من الواضح أن لديها القدرة على تغيير إدارة الهوية الحالية للأفضل.

ففي ضوء تحرك العالم نحو الجيل التالي للإنترنت – Web 3.0، وزيادة الاعتماد على اللامركزية والبلوك تشين، ومن المتوقع أن يستعيد المزيد من الأشخاص السيطرة على بياناتهم.

وفي إطار ما تم التطرق إليه في هذا المقال، يمكننا القول بأن الهوية اللامركزية التي تعتمد بشكل أساسي على تقنية البلوك تشين، لديها القدرة على جعل إدارة الهوية لامركزية وبسيطة وسلسة.

وبينما تستمر الشركات الناشئة في تطوير استخدامات الهوية اللامركزية في القطاعات الحكومية والصحية والتعليمية والبنكية وغيرها، تستمر فرص الهوية الرقمية في النمو.

ويتوقع المحللون أن يصبح الميتافيرس هو البادئ الرئيسي لانتشار ثقافة الهوية اللامركزية في العالم كله، وذلك في ظل التوجه الحالي نحو العوالم الافتراضية.

الهوية الرقمية

الخلاصة

الهوية اللامركزية هي نوع متطور من إدارة الهوية، يسمح للأشخاص بامتلاك هويتهم الرقمية والتحكم فيها دون الاعتماد على مزود خدمة معين.

وتعمل تقنية الهوية اللامركزية على حل العديد من المشكلات الناتجة عن أنظمة إدارة الهوية المركزية التقليدية، بما ذلك تزوير المستندات، وعمليات التحقق البطيئة والمكلفة، ومخاطر انتهاكات البيانات.

وفي ضوء ذلك، من المتوقع أن تساهم هذه التقنية في إحداث ثورة جذرية في طريقة تخزين وإدارة البيانات، خلال السنوات القليلة المقبلة، وهو ما سنراه معًا.

UpYo NFT
Author profile

سواء كنت ترغب في التعرف على NFT أو Blockchain أو Web3.0 أو Metaverse أو أي تقنيات ناشئة أخرى ، فلدينا الموارد الحيوية التي من شأنها أن تنير وتساعدك على اتخاذ قرار مستنير.

UpYo NFT
المنشورات ذات الصلة
مشاهدة الكل