حكم الميتافيرس.. هل العوالم الافتراضية حلال أم حرام؟

PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon November 2, 2022AccessTimeIcon 6 دقائق القراءة
PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon November 2, 2022AccessTimeIcon Mins Read
حكم الميتافيرس.. هل العوالم الافتراضية حلال أم حرام؟ Featured Image

تسبب الميتافيرس – Metaverse أو ما يُطلق عليه اسم العوالم الافتراضية، على مدار  العامين الماضيين، في حالة كبيرة من الجدل بالوطن العربي.

ففي ظل حالة التوجه الحالية من قبل الأفراد والشركات والمؤسسات الكبرى بل وبعض الحكومات نحو هذه العوالم الافتراضية، انقسمت الآراء في منطقتنا العربية، حول حكم الميتافيرس في الإسلام، وما إذا كان حلال أم حرام.

ففكرة ظهور عوالم افتراضية موازية للعالم الحقيقي الذي نعيش به، أثارت العديد من المخاوف لدى الغالبية العظمى من المسلمين، وتسببت في طرح العديد من التساؤلات حول موقف الشريعة الإسلامية من الميتافيرس بشكل عام.

وفي ضوء ذلك، سوف نحاول من خلال هذا المقال توضيح حكم الميتافيرس في الإسلام، وما إذا كان التوجه نحو هذه العوالم الافتراضية حلال أم حرام.

هل الميتافيرس حرام

ما هو الميتافيرس؟

في البداية، لابد من تقديم لمحة بسيطة عن مفهوم الميتافيرس بشكل عام؛ وذلك كمدخل هام للإجابة على السؤال الرئيسي الذي يدور حوله هذا المقال.

ببساطة، يمكننا تعريف الميتافيرس بأنه شبكة من العوالم الافتراضية ثلاثية الأبعاد، التي يتم من خلالها ممارسة كافة الأنشطة التي نمارسها في حياتنا اليومية، مثل العمل والتعلم والتنزه والتسوق وغيرها.

وتركز شبكة العوالم الافتراضية هذه على الاتصال الاجتماعي، من خلال المزج بين مجموعة من التقنيات المختلفة مثل الواقع الافتراضي – Virtual Reality والواقع المعزز – Augmented Reality، والفيديو.

ومن خلال الرؤية التي صاغتها شركات التكنولوجيا للميتافيرس، ستسمح الأجهزة المختلفة مثل سماعات ونظارات الواقع الافتراضي والهواتف الذكية وغيرها للمستخدمين بالوصول إلى بيئات الواقع الافتراضي أو المعزز ثلاثي الأبعاد، حيث يمكنهم العمل والتواصل مع الأصدقاء، وإجراء الأعمال التجارية، وزيارة المواقع البعيدة، والوصول إلى الفرص التعليمية وغيرها.

ويتم حاليًا الترويج للميتافيرس على نطاق واسع؛ باعتباره الجيل التالي للإنترنت، حيث يُنظر إليه الآن على أنه فرصة تجارية ومالية هامة لصناعة التكنولوجيا والقطاعات الأخرى.

فقد أصبح الحديث عن هذا المصطلح خلال الوقت الحالي يشبه إلى حد كبير الحديث عن الإنترنت في السبعينيات والثمانينيات، وذلك عندما تم وضع اللبنات الأساسية للشكل الجديد للاتصال، حيث أثار ذلك وقتها حالة كبيرة من الجدل أيضًا، وهو نفس ما يحدث الآن بالنسبة للميتافيرس.

حكم الميتافيرس في الإسلام.. حلال أم حرام؟

في البداية، يمكننا القول بأنه لا يوجد حتى الآن إجابة قاطعة على سؤال: هل الميتافيرس حلال أم حرام؟

فنظرًا لأن العوالم الافتراضية تعتبر ظاهرة حديثة بعض الشيء، وخاصة في منطقتنا العربية، فإنه لم يتم حتى هذه اللحظة بلورة موقف إسلامي رسمي موحد تجاه الميتافيرس بشكل عام.

ولكن هناك عدة آراء ومواقف صدرت عن بعض العلماء والمؤسسات الدينية في عدد من الدول الإسلامية، والتي يمكننا من خلالها معرفة الموقف المبدئي للشريعة الإسلامية من الميتافيرس.

وفيما يلي سوف نستعرض أبرز هذه الآراء والمواقف، كالتالي:

الميتافيرس ينطبق عليه نفس حكم مواقع التواصل الاجتماعي

تعليقًا على حالة الجدل التي أحدثها إعلان مؤسس شركة ميتا – Meta أو فيسبوك – Facebook سابقًا، مارك زوكربيرج – Mark Zuckerberg، في شهر أكتوبر من العام الماضي، عن توجه شركته نحو العالم الافتراضي، قال الدكتور سعيد نعمان، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقًا، إن الميتافيرس ينطبق عليه نفس حكم مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح نعمان، في تصريحات لصحيفة الوطن المصرية، أنه إذا كانت هذه العوالم الافتراضية لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية فهي مُباحة بل ومُرحب بها، أما إذا كانت تتعارض مع الشريعة وبها محرمات وعري وانتهاك للأعراض والخصوصية وغيرها من التصرفات التي تغضب الله فتكون محرمة.

مبادرة للمس الحجر الأسود افتراضيًا

في شهر ديسمبر من العام الماضي، أعلنت رئاسة شؤون الحرمين الشريفين بالمملكة العربية السعودية، عن تدشين مبادرة تحت عنوان: الحجر الأسود الافتراضي.

واستهدفت هذه المبادرة استخدام الواقع الافتراضي – VR والتجارب الرقمية؛ لمحاكاة الواقع الحقيقي ولمس الحجر الأسود.

وأكدت رئاسة شؤون الحرمين الشريفين وقتها على ضرورة محاكاة أكبر عدد ممكن من الحواس، مثل الرؤية والسمع واللمس وحتى الشم؛ وذلك لتصل ما تبذله حكومة الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، إلى جميع أنحاء العالم، من خلال العالم الافتراضي.

هل الميتافيرس حلال

الإسلام لا يقف حجر عثرة أمام العلم والتقدم الحضاري

ومن جانبه، قال أحمد ترك، أحد دعاة الأزهر الشريف بمصر، إن الإسلام لا يمكن وأن يقف حجر عثرة أمام العلم والتقدم الحضاري، بل بالعكس يحث على دمج المسلم في التطور والتحضر. وأضاف ترك، في تصريحات لصحيفة الدستور المصرية، أن أي تقنية حديثة تحمل العديد من الإيجابيات والسلبيات.

وأوضح أن الميتافيرس عبارة عن قفزة تكنولوجية في ثورة الاتصالات، سيكون لها تداعياتها وآثارها العديدة، وبالتالي لابد من إجراء الدراسات المستقبلية حولها؛ لمعرفة هذه الآثار على المجتمعات الإسلامية.

مشروعات إسلامية في الميتافيرس

في ضوء توجه العالم كله نحو العوالم الافتراضية، أدرك عدد كبير من المهتمين بمجال الميتافيرس في الدول العربية، أهمية تمثيل المسلمين في هذه العوالم.

ومن هنا، شهدت الفترة الماضية إطلاق عدد كبير من مشروعات الميتافيرس التي تحمل طابع إسلامي، بحيث يتم فيها ممارسة كافة الأنشطة اليومية، ولكن دون الإخلال بمبادئ وقيم المجتمعات الإسلامية.

وفيما يلي نستعرض أبرز هذه المشروعات:

مشروع ميتا كون – MetaKawn

يعتبر ميتا كون من أشهر مشروعات الميتافيرس الإسلامية، التي انطلقت مؤخرًا، بواسطة كل من عثمان مزيان، ويوسف التازي.

ويستهدف هذا المشروع خلق كون افتراضي موازي للشباب المسلمين، الذين ينظرون إلى الإسلام باعتباره ديانة منفتحة ومتسامحة، ولا يشعرون بالرضا عن طريقة تصوير وسائل الإعلام الأجنبية لهم.

كما يستهدف أيضًا خلق وسيلة لربط المسلمين من كل الأعراق، ومساعدتهم على القيام بأنشطة مشتركة في مكان واحد، مع إتاحة الفرصة لغير المسلمين بالانضمام أيضًا.

مشروع الملكات المحجبات والملوك الملتحين – Hijabi Queens & Bearded Kings

شهدت الفترة الماضية قيام كل من دعاء الحوامدة وكارتر زاهر بتأسيس مجموعة NFT جديدة تحت عنوان الملكات المحجبات والملوك الملتحين.

وتتكون هذه المجموعة من صور لـ5000 ملكة محجبة، و5000 ملك ملتحي، ويمنح امتلاك أي NFT منها فرصة للحصول على الرمز المميز الأول في الميتافيرس الخاص بها، والذي يُسمى بـMuzzyVerse.

ويأتي هذا المشروع في ضوء سعي مؤسسيه لبناء ملاذ آمن للمسلمين في الميتافيرس، يتوافق مع قيم المجتمع العربي.

حكم استخدام نظارات الواقع الافتراضي

مشروع The Mosque NFT

هو مشروع NFTs خيري وفريد من نوعه، ومازال قيد الإنشاء. ويستهدف هذا المشروع سك 12000 رمز رقمي فريد ومرسوم باليد، يمثل أكبر المساجد حول العالم.

وفي نهاية سك هذه المجموعة بالكامل، سيتم بناء أول مسجد NFT في الميتافيرس، حيث سيتمكن المستخدمين من ترك بصمتهم في التاريخ من خلال المشاركة في بنائه.

مخاطر الميتافيرس

دول إسلامية دخلت الميتافيرس

على الرغم من أنه لم تقم أي مؤسسة دينية في أي دولة إسلامية حتى هذه اللحظة بإعلان موقفها بشكل واضح وصريح من الميتافيرس، إلا أن هناك دول -تعتبر فيها الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع- بدأت في اتخاذ خطوات جادة لاقتحام هذه العوالم الافتراضية.

ويأتي على رأس هذه الدول الإمارات العربية المتحدة، التي أطلقت استراتيجية لترسيخ مكانة دبي ضمن أفضل 10 مدن في الاقتصادات الرائدة بمجال الميتافيرس على مستوى العالم.

وبدأت الإمارات بالفعل في تنفيذ هذه الاستراتيجية بشكل فعلي، من خلال اتخاذ مجموعة من الخطوات الجادة، والتي كان آخرها إعلان وزارة الاقتصاد عن افتتاح مقر جديد لها داخل العالم الافتراضي.

كما أعلنت المملكة العربية السعودية، على لسان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عبد الله السواحة، منذ عدة أشهر عن إطلاق استثمارات بقيمة 6.4 مليار دولار في تقنيات المستقبل، وعلى رأسها تقنية الميتافيرس.

وبجانب الإمارات والسعودية، بدأت عدد من الوزارات في بعض الدول العربية مثل مصر وقطر والكويت وغيرها، في إجراء تجارب لبدء استخدام الواقع الافتراضي لتسهيل العديد من الخدمات المقدمة للمواطنين.

الخلاصة

في نهاية هذا المقال، نستطيع القول بأنه لم تقم المؤسسات الدينية في الدول العربية حتى هذه اللحظة بصياغة موقف رسمي موحد يحسم حكم الميتافيرس في الإسلام.

إلا أن هناك بعض الآراء الفردية الصادرة عن أعضاء بهذه المؤسسات الدينية، تؤكد بأن التوجه نحو هذه العوالم حلال إذا كانت تداعياتها والممارسات التي تتم بداخلها لا تتعارض مع مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية، والعكس.

كما يمكننا القول أيضًا بأن قيام بعض الدول العربية، التي تتخذ من الشريعة الإسلامية مصدرًا رئيسيًا للتشريع، بالتوجه نحو الميتافيرس، ينذر بصياغة موقف ديني رسمي يحسم هذه المسألة خلال المستقبل القريب، وهو ما سنراه معًا.

UpYo NFT
Author profile

سواء كنت ترغب في التعرف على NFT أو Blockchain أو Web3.0 أو Metaverse أو أي تقنيات ناشئة أخرى ، فلدينا الموارد الحيوية التي من شأنها أن تنير وتساعدك على اتخاذ قرار مستنير.

UpYo NFT
المنشورات ذات الصلة
مشاهدة الكل