ما هو الـ Web 3؟.. دليلك الشامل لفهم الجيل التالي للإنترنت

PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon September 15, 2022AccessTimeIcon 14 دقائق القراءة
PersonOutlineIconUPYO.comCalendarTodayIcon September 15, 2022AccessTimeIcon Mins Read
ما هو الـ Web 3؟.. دليلك الشامل لفهم الجيل التالي للإنترنت Featured Image

شهدت الساحة الرقمية، خلال الفترة الماضية، ظهور العديد من المصطلحات الجديدة، لعل أبرزها مصطلح الويب 3 أو الـ Web 3. فإذا كنت مهتمًا بما نشهده كل يوم من تطورات متلاحقة على الصعيد التقني، فبالتأكيد قد سمعت أو قرأت عن الـ Web 3 أو ما يُعرف باسم الجيل الثالث للإنترنت، وسألت نفسك عن مفهوم هذا المصطلح، الذي بات يسيطر على عقول الكثيرين.

حيث يعتبر هذا المفهوم من المفاهيم المحيرة بعض الشيء، وخاصة أن الكثيرين من حولنا مازالوا يحاولون حتى الآن التأقلم والتكيف مع الواقع الجديد الذي خلقته مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يجعل فكرة ظهور جديد للإنترنت مربكة بعض الشيء. لذلك سوف نحاول من خلال هذا المقال، تقديم دليل شامل لفهم كل ما يتعلق بالجيل الثالث للإنترنت، من حيث تعريفه، وأهم استخداماته، وأبرز التوقعات بشأن مستقبله.

الويب 3

ما هو الويب 3 – الـ Web 3؟

قبل التعمق في شرح مفهوم الويب 3، لابد في البداية من القيام برحلة قصيرة لتنشيط الذاكرة حول تاريخ الإنترنت، ومراحل تطوره، منذ ظهوره وحتى اليوم. وفي ضوء ذلك، سوف نحاول أولًا شرح مفهومين أساسيين، وهما الويب 1 والويب 2؛ وذلك كمدخل ضروري لفهم الموضوع الأصلي الذي يدور حوله هذا المقال.

الويب 1 – الـ Web 1

يمكننا تعريف الويب 1 أو الجيل الأول للويب، بأنه ما كان عليه الإنترنت خلال الفترة من عام 1991 وحتى عام 2004، حيث كان الإنترنت وقتها أشبه بالجريدة أو مجموعة من الصفحات الثابتة، التي يقوم المستخدم بقراءتها فقط دون القدرة على التفاعل أو المشاركة أو التعليق عليها، كما يحدث الآن.

فخلال هذه الفترة، كان الإنترنت يتكون بشكل أساسي من مجموعة الصفحات الثابتة، التي تم ربطها معًا بواسطة ارتباطات تشعبية، ولم يكن هناك أي عناصر مرئية أو أقسام تعليق إضافية، مثل ما نراه اليوم عند استخدام الإنترنت. بمعنى آخر، كان مستخدمو الإنترنت وقتها مجرد متلقين سلبيين للمعلومات، حيث لم يمكنهم التفاعل معها أو مشاركتها.

وأُطلق على هذا الجيل من الإنترنت فيما بعد مصطلح الويب للقراءة فقط؛ لأنه كان يفتقر إلى النماذج والمرئيات وعناصر التحكم والتفاعل. تلخيصًا لما تم ذكره في هذا الجزء، يمكننا القول بأن الويب 1 هو عصر الديناصورات على الإنترنت، كما أطلق عليه البعض، حيث كان يتكون بشكل أساسي من عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين يقومون بإنشاء صفحات ومحتوى لمجموعة كبيرة من القراء؛ للحصول على الحقائق والمعلومات والبيانات فقط، دون التفاعل معها.

الانتقال إلى الويب 2 – الـ Web 2

استمر وضع الإنترنت هكذا حتى عام 2004، وبالتحديد عندما بدأت المواقع التي تقوم على فكرة التفاعل والتواصل الاجتماعي في الظهور، ومن هنا انتقلنا إلى الويب 2 أو ما يُطلق عليه اسم الجيل الثاني للإنترنت. ويعتبر هذا الجيل الثاني هو الشكل الأساسي للإنترنت، الذي يعتمد عليه معظم المستخدمين في عالمنا اليوم.

فبجانب التصفح والقراءة، أصبح بإمكان المستخدمين من خلال الويب 2، إنشاء المحتوى ومشاركته والتفاعل معه من خلال الإعجابات والتعليقات والمشاركات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل فيسبوك وتويتر وغيرها. إذن يمكننا تعريف الويب 2، بأنه إصدار من الإنترنت يمكّن المستخدمين العاديين من إنشاء المحتوى ومشاركته ونشره، وبالتالي لم يعد المستخدم مجرد متلقي سلبي للمعلومات، بل أصبح يلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل الإنترنت.

فإذا كان الويب 1 يتكون من عدد صغير من الأشخاص الذين يقومون بإنشاء محتوى لجمهور أكبر، فإن الويب 2 يتكون من عدد كبير من الأشخاص الذين يقومون بإنشاء محتوى أكثر لجمهور متزايد. وإذا كان الويب 1 كان يقوم بشكل أساسي على القراءة والتصفح فقط، فإن الويب 2 يقوم على المشاركة والتفاعل.

ومع الانتقال إلى الـ Web 2 ازداد عدد مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم بشكل كبير للغاية، حيث نالت المواقع والتطبيقات التي ظهرت خلال هذه الفترة استحسان ورضا المليارات من المستخدمين. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هنا، طالما أن الويب 2 نال استحسان ورضا المستخدمين حول العالم، ما الذي دفعنا للبحث عن بديل آخر، والانتقال نحو الجيل الثالث للإنترنت أو الويب 3؟

الحقيقة أنه على الرغم من المزايا الكثيرة التي منحها الويب 2 للمستخدمين، إلا أنه كان هناك العديد من المشكلات والعيوب التي أحاطت به، والتي سوف نقوم باستعراضها بشكل تفصيلي، من خلال الجزء التالي من هذا المقال.

مشكلات الويب 2 – الـ Web 2

هناك العديد من المشكلات التي ظهرت في الجيل الثاني للإنترنت، أبرزها المركزية، حيث باتت المواقع الكبرى مثل فيسبوك وجوجل وأمازون وغيرها تلعب دور الوسيط، بين المستهلك والمورد.

فإذا كان المستخدم يريد العثور على معلومة معينة فسوف يعتمد على محرك البحث جوجل، وإذا كان يريد العثور على محتوى خاص بفنان ما فسوف يعتمد على منصة سبوتيفاي – Spotify، أما إذا كان يريد العثور على من منتج ما، فسوف يعتمد على متجر أمازون.

ومن هنا، تحولت مواقع الويب 2 إلى وسطاء بين المستهلكين والموردين، وأصبحوا هؤلاء الوسطاء يستحوذون على غالبية القيمة النقدية التي يتم إنشاؤها على الإنترنت بالإضافة إلى بيانات المستخدمين؛ للقيام بهذا الدور.

لفهم هذه الإشكالية، دعنا نضرب مثالًا بموقع فيسبوك، فعندما ظهر في البداية كان عبارة عن منصة للتواصل مع الأصدقاء والعملاء؛ لمشاركة الأفكار والبضائع. ومع زيادة عدد مستخدمي الموقع بشكل كبير، نمت قاعدة البيانات الخاصة بهم أيضًا، وأصبحت كل نقرة أو تمرير أو ما شابه بمثابة نقطة بيانات ذات قيمة مالية كبيرة.

وأدرك وقتها القائمون على الموقع بأن الشركات ستكون على استعداد للدفع مقابل جذب المزيد من المستهلكين إليها، ومن هنا بدأ الموقع في بيع انتباه المستخدمين وتفضيلاتهم لهذه الشركات.

هل مازالت ترى أنه لا يوجد أي مشكلة في كل هذا؟!

حسنًا، يمكننا تبسيط الأمر لك، كالتالي:

باستخدام الويب 2، أصبحت هناك العديد من الشركات التي تقوم بالتحكم فيما يمكننا وما لا يمكننا فعله عبر الإنترنت. كما أصبحت هذه الشركات تمتلك كل القوة التي تستطيع من خلالها جمع بياناتنا، والاحتفاظ بها، واستخدامها وقتما وكيفما تشاء. فباستخدام الويب 2، أصبحنا وللأسف نقوم بتسليم بياناتنا إلى عمالقة التكنولوجيا، دون وجود أي ضمان بأنه سيتم استخدامها بشكل أخلاقي.

ومن هنا ظهرت الحاجة، وخاصة لدى المهتمين بخصوصية البيانات، لضرورة الانتقال إلى جيل جديد للإنترنت، يعالج جميع المشكلات التي تسبب فيها الويب 2، ويقوم بشكل أساسي على اللامركزية. وبناءًا على كل ذلك، ظهر مصطلح الويب 3 أو ما يُطلق عليه اسم الجيل الثالث للإنترنت.

إذن.. ما هو الويب 3 – الـ  Web 3؟

ببساطة الويب 3، هو فكرة مازالت قيد التطوير للشكل المستقبلي الذي سيكون عليه الإنترنت، والذي يتمحور حول حل جميع المشكلات التي ظهرت في الويب 2، من خلال الاعتماد على اللامركزية كمبدأ أساسي.

حيث سيتم من خلال هذا الجيل الجديد للإنترنت، نقل المستخدمين بعيدًا عن المنصات المركزية مثل فيسبوك وجوجل وأمازون وغيرها إلى منصات أخرى لامركزية، وبالتالي سوف تتحول القوة من يد شركات التكنولوجيا الكبرى إلى يد المستخدمين الفرديين.

فبدلًا من استخدام التطبيقات والأنظمة الأساسية المجانية التي يتم إدارتها من قبل أشخاص معينين، كما هو الحال في الويب 2، سيتمكن المستخدمون في مرحلة الويب 3 المستقبلية من المشاركة في إنشاء البروتوكولات وتشغيلها وإدارتها بأنفسهم.

بمعنى آخر، سيتم تطوير منصات وتطبيقات الجيل الثالث للإنترنت، وامتلاكها وصيانتها من قبل المستخدمين، وهو ما سيجعل المستخدم مالك للإنترنت بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وسيتم تمثيل هذه الملكية عن طريق الرموز الرقمية أو العملات المشفرة، التي ستسمح للمستخدمين بالمشاركة في إدارة المنصات وتطويرها والتصويت على الإجراءات والقرارات الخاصة بها.

وينقلنا ذلك للحديث عما يُعرف باسم الـDAOs أو المنظمات المستقلة اللامركزية، والتي سيتم إدارة مواقع ومنصات الويب 3 من خلالها. فهذه المنظمات لا يتم إدارتها من خلال رؤساء أو مديرين، بل من خلال المستخدمين الذين يمتلكون رموزًا مميزة، حيث يمكنهم كما سبق وأن أشرنا المشاركة في الإدارة والتصويت على القرارات الهامة بها.

وبالتالي، فبدلًا من استحواذ الشركات الكبرى على الجزء الأكبر من القيمة النقدية للإنترنت، سيتم توزيع هذه القيمة على المستخدمين والمبدعين والمطورين. أما فيما يتعلق بالإشكالية الخاصة بالبيانات، فسوف يعتمد الويب 3 على تقنية البلوك تشين – Blockchain، حيث لن يتم تخزين المعلومات والبيانات الخاصة بالمستخدمين على خادم – Server واحد خاص بشركة ما، بل سيتم تخزينها على مجموعة من الخوادم على عشرات الآلاف من الأجهزة حول العالم.

وسوف يتم تشفير هذه المعلومات المخزنة على هذه الأجهزة، وبالتالي لا يمكن اختراقها أو تسريبها بأي شكل من الأشكال.

web 3

كيف يعمل الـ Web 3؟

الويب 3 ليس قيد الاستخدام حاليًا؛ لذلك لا يوجد حتى هذه اللحظة آلية أو طريقة محددة يمكن القول بأن الجيل التالي للإنترنت سوف يعمل من خلالها. ولكن بشكل عام، من المتوقع أن تقوم آلية عمل هذا الإصدار الجديد من الإنترنت على العديد من التقنيات، وعلى رأسها البلوك تشين والذكاء الاصطناعي. كما سيكون هناك أيضًا تصور لمكافأة المستخدمين، من خلال منحهم العملات والرموز الرقمية.

الميزات الرئيسية للويب 3

هناك العديد من الخصائص والميزات الرئيسية للإصدار الثالث من الويب، والتي نرصد أبرزها في التالي:

اللامركزية

تعتبر اللامركزية هي المبدأ الأساسي الذي يميز الويب 3. فمن خلال هذا المبدأ، سوف يتم القضاء على الوسطاء، ولن يكون هناك سلطة مركزية تتحكم في المستخدمين. بمعنى آخر، لن يتم التلاعب بالمستخدمين من قبل الشركات الكبرى مثل ميتا وجوجل وغيرها.

الاعتماد على تقنية البلوك تشين – Blockchain

يقوم الويب 3 بشكل أساسي على تقنية البلوك تشين، التي تسمح بتخزين البيانات بطريقة مختلفة عن البنية التحتية لقواعد البيانات المركزية. ومن خلال هذه التقنية لا يمكن إجراء أي تغييرات أو تعديلات على البيانات والمعاملات، مما يساعد في توفير عامل الأصالة لهذه البيانات.

تمكين العملات الرقمية

سوف يسمح الويب 3 باستخدام العملات الرقمية على نطاق واسع. فمن المتوقع أن يساهم الإصدار الثالث من الويب في تعميم استخدام هذه العملات، لتحل محل العملات الورقية.

الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي

من المتوقع أن يستفيد الويب 3 كثيرًا من التعلم الآلي، الذي يعتبر مجموعة فرعية من الذكاء الاصطناعي – AI، يحاكي التعلم البشري باستخدام البيانات والخوارزميات. فعلى سبيل المثال، من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تحسين دقة استهداف المحتوى والإعلانات للمستخدمين.

الرسوم ثلاثية الأبعاد

لتزويد المستخدمين بتجربة تصفح واقعية، من المفترض أن يدمج الويب 3 استخدام الرسومات ثلاثية الأبعاد، وتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى طمس الخطوط الفاصلة بين العالمين المادي والافتراضي، مما يساعد العديد من الصناعات مثل الألعاب والأزياء والعقارات في خلق تجربة مستخدم أكثر تفاعلية.

استخدامات الويب 3

أبرز استخدامات الـ Web 3

هناك العديد من الاستخدامات للإصدار الثالث من الويب، والتي نرصد أبرزها في التالي:

المنظمات المستقلة اللامركزية – DAOs

تعتبر المنظمات المستقلة اللامركزية هي أبرز استخدامات الجيل الثالث للإنترنت، وخاصة في ضوء الدور الكبير الذي تلعبه في تقديم نموذج حوكمة مؤسسات ومنصات الويب 3. ويشير مصطلح المنظمات المستقلة اللامركزية في الأساس إلى مجتمعات على الإنترنت، تحت ملكية وإدارة أعضاء المجتمع. وتضمن هذه المنظمات الاستقلالية باستخدام العقود الذكية، دون الحاجة إلى أي تدخل بشري.

التمويل اللامركزي – DeFi

يعتبر التمويل اللامركزي واحدًا من أبرز استخدامات الإصدار الثالث من الويب. حيث يستفيد الـ DeFi من خصائص وميزات الويب 3؛ لتحسين بنيته التحتية الحالية والقدرات المرتبطة به.

فيمكن للشركات دمج التمويل اللامركزي مع نظام الويب 3 البيئي المفتوح لبناء حلول وتطبيقات DeFi مستقبلية واستخدامها. ويجلب الويب 3 العديد من الفوائد للتمويل اللامركزي، مثل الوصول إلى نظام بيئي مفتوح المصدر، وخفض رسوم المعاملات، ومعالجة المعاملات بكفاءة، وتوفير نظام حوكمة أكثر شفافية.

الميتافيرس – Metaverse

تعتمد العوالم الافتراضية أو الميتافيرس على العديد من ميزات وخصائص الويب 3؛ لتوفير تجارب غامرة وجذابة للمستخدمين. ويستفيد الميتافيرس من النظام البيئي للجيل الثالث من الإنترنت وميزات الاتصال الخاصة به؛ وذلك لتزويد المستخدمين بتجربة لامركزية محسنة.

كما يعمل الويب 3 أيضًا على تمكين الميتافيرس باستخدام تقنيات عديدة مثل إنترنت الأشياء – IoT والذكاء الاصطناعي، مما يتيح الواقعية داخل هذه العوالم الافتراضية.

الرموز غير القابلة للاستبدال – NFTs

لدى الأصول الرقمية أو ما يُسمى بالرموز غير القابلة للاستبدال الكثير من حالات الاستخدام على النظام البيئي للويب 3. ويعتبر من أبرز حالات الاستخدام هذه تحفيز الجمهور، ومنح الأشخاص الملكية الرقمية، وتسجيل البيانات غير القابلة للتغيير على شبكات البلوك تشين.

العمل عن بعد

نظرًا لأن الجيل الثالث للإنترنت يدعم تطوير مشروعات الميتافيرس، فإن الشركات تستخدم تقنيات الويب 3؛ لبناء أماكن عمل واقعية ثلاثية الأبعاد. تعرف على أثر تقنية الويب 3.0 على التعليم.

ويتم ذلك من خلال تمثيل الموظفين بصور رمزية – Avatars؛ تسمح لهم بالتفاعل مع زملائهم والانخراط في أنشطة العمل.

العقارات الافتراضية

شهدت صناعة العقارات، خلال الفترة الماضية، ثورة تقنية غير مسبوقة، بالتزامن مع ظهور الميتافيرس والرموز غير القابلة للاستبدال والبلوك تشين. ونجح الجيل الثالث للإنترنت في توفير نظام بيئي أكثر قوة للعقارات، حيث تم تطوير العديد من مشروعات الويب 3 الحديثة، والتي تستخدم الـNFTs والواقع الافتراضي والتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد؛ للتحقق من الملكية ونقل العقارات.

بالإضافة إلى ذلك، يتم تسجيل المعاملات التي تتم في مجال العقارات بدفتر الأستاذ الرقمي عبر تقنية البلوك تشين.

الألعاب

حققت ألعاب الويب 3 التي تعتمد على مبدأ اللعب من أجل الربح – Play to Earn، شعبية كبيرة خلال الفترة الماضية. وتعتمد هذه الألعاب بشكل أساسي على تقنية البلوك تشين والرموز غير القابلة للاستبدال، وتسمح للاعبين بامتلاك الأصول وتداولها؛ لتوليد الدخل.

وتعتبر لعبة أكسي إنفينيتي – Axie Infinity من أبرز ألعاب الويب 3.

التواصل الاجتماعي

ينذر الجيل الثالث للإنترنت ببداية حقبة جديدة لشبكات التواصل الاجتماعي، سيكون فيها المستخدمون هم المتحكمين الرئيسيين في المحتوى، على العكس من الشبكات الحالية مثل فيسبوك وتويتر وغيرها، والتي يتم التحكم فيها من خلال كيانات مركزية.

فمن المتوقع أن نشهد خلال هذه الحقبة الجديدة ظهور العديد من منصات التواصل الاجتماعي، التي ستقوم بشكل أساسي على اللامركزية. وسوف تتيح منصات الويب 3 الوصول المجهول للمستخدمين، من خلال عناوين المحافظ الرقمية، التي سيتم استخدامها بدلًا من الإفصاح عن المعلومات والبيانات الشخصية.

الخصوصية وإدارة البيانات

يقدم الجيل الثالث للإنترنت مفاهيم مبتكرة لتعزيز خصوصية البيانات، مثل التشفير. فنظرًا لأن البيانات المسجلة عبر تقنية البلوك تشين تكون مشفرة ومدققة ولامركزية، فلا يمكن اختراقها أو تسريبها.

أبرز تطبيقات ومنصات الويب 3

هناك العديد من تطبيقات ومنصات الويب 3 التي ظهرت مؤخرًا، والتي من المتوقع أن تحل محل منصات الويب 2، بشكل تدريجي، بالتزامن مع التحول نحو الجيل الثالث للإنترنت. وفيما يلي نرصد أبرز هذه المنصات:

منصة Brave

هي عبارة عن متصفح ويب مفتوح المصدر ومجاني، ويحتوي على ميزة حظر الإعلانات. كما يمنع أيضًا متتبعي مواقع الويب من تتبع اهتمامات المستخدمين.

ويمكن أن يحصل المستخدمين على العملة الرقمية BAT؛ مقابل المهام التي يقومون بها. ونجحت هذا المتصفح في تحقيق شعبية كبيرة للغاية، خلال الفترة الماضية، حيث وصل عدد مستخدميه شهريًا إلى أكثر من 50 مليون مستخدم حول العالم.

منصة DTube

هي عبارة عن منصة بث فيديوهات تعمل بشكل لامركزي عبر تقنية البلوك تشين. ولا تمتلك هذه المنصة خوادم مركزية، حيث يتم تخزين مقاطع الفيديو عبر البلوك تشين، مما يجعل التلاعب في هذه المقاطع أمرًا مستحيلًا.

منصة Steemit

هي منصة تواصل اجتماعي، تشبه إلى حد كبير فيسبوك، ولكنها تعتمد على مبدأ اللامركزية. ويمكن لمستخدمي هذه المنصة الحصول على مكافآت في شكل عملات رقمية مقابل المحتوى الذي يقدموه؛ بناءً على تصويت المجتمع.

منصة FileCoin

هي منصة للتخزين السحابي للملفات الشخصية على غرار جوجل درايف – Google Drive، لكنها تعمل بشكل لامركزي. ويعتبر أهم ما يميزها هو الأمان، حيث أنها تعتمد على تقنية البلوك تشين، وبالتالي يستحيل اختراق البيانات المخزنة عليها.

منصة Decentraland

هي منصة ميتافيرس لامركزية، يمكن من خلالها للمستخدمين شراء وبيع وتداول قطع أراضي افتراضية، باستخدام عملة مانا – MANA الرقمية الخاصة بها. وتضم هذه المنصة العديد من الأصول مثل الأراضي وناطحات السحاب ودور السينما والفنادق وغيرها. وتعتبر هذه المنصة بمثابة تجربة اجتماعية، حيث يمكن للمستخدمين من خلالها التفاعل مع بعضهم البعض.

ما هو الويب 3

مميزات وعيوب الـ Web 3

من المتعارف عليه أن أي إصدار جديد للإنترنت يكون له الكثير من المميزات، وكذلك أيضًا بعض العيوب.

وتتمثل أبرز مميزات الإصدار الثالث من الإنترنت في التالي:

  • اللامركزية: في الويب 3 لن يكون هناك أي وسطاء أو أطراف ثالث بين الشركات والعملاء، حيث سيكون هناك تواصل مباشر بين الطرفين، وهو ما سيمنع وجود أي سلطات مركزية تحصل على نصيب من الأرباح من المعاملات الإلكترونية.
  • ملكية البيانات: في الويب 2، يتحكم عمالقة التكنولوجيا في البيانات، بينما في الويب 3 المدعوم من تقنية البلوك تشين، تخضع البيانات لتحكم المستخدمين.
  • الشفافية: سيمكّن الويب اللامركزي المستخدمين من تتبع بياناتهم وإلقاء نظرة على الكود المصدري للأنظمة الأساسية التي قرروا استخدامها.
  • البحث الفعال: من خلال الإصدار الثالث من الإنترنت، سوف يتمكن المستخدمون من البحث عن المعلومات بشكل أكثر كفاءة؛ وذلك لأنه عند بحثهم عن معلومة ما على محرك البحث سوف يظهر لهم المزيد من النتائج ذات الصلة بدلًا من إظهار الصفحات الأكثر شيوعًا التي ينقر عليها الأشخاص.
  • تسويق أفضل: كما سبق وأن أشرنا، فإن الويب 3 مدعوم بالذكاء الاصطناعي، وهو ما سيمكّن البائعين من فهم احتياجات المستهلكين بشكل أفضل.

بينما تتمثل أبرز عيوب الإصدار الثالث من الإنترنت في التالي:

  • صعوبة التعامل: فكما سبق وأن أشرنا يعتمد الجيل الثالث من الإنترنت على تقنيات معقدة بعض الشيء، قد يكون من الصعب على المبتدئين فهمها والتعامل معها.
  • تكاليف إضافية: من المؤكد أن الأجهزة الحالية التي يعتمد عليها المستخدمون لن تتوافق مع التقنيات الحديثة التي يقوم عليها الويب 3، مثل البلوك تشين والذكاء الاصطناعي وغيرها، وهو ما سيدفعهم إلى شراء أجهزة حديثة أكثر تقدمًا.
  • صعوبة التنظيم: يعتقد بعض الخبراء أن اللامركزية ستؤدي إلى صعوبات في مراقبة وتنظيم الويب 3.

للمزيد حول أبرز مزايا وعيوب تقنية الويب 3.0

لماذا أصبح الانتقال نحو الـ Web 3 أمرًا ضروريًا؟

أصبح الانتقال نحو الجيل الثالث من الإنترنت أمرًا ضروريًا، وذلك بعد هيمنة عمالقة التكنولوجيا في العالم مثل فيسبوك وجوجل على الويب. حيث تطلب هذه الشركات من المستخدمين مشاركة بياناتهم الشخصية مقابل الوصول إلى منصاتهم وخدماتهم، وتقوم باستخدام هذه البيانات لتحقيق أرباح.

ومن المتوقع أن يساهم الويب 3 في القضاء على هذه السياسة، من خلال تحويل المستخدم من مجرد مستخدم عادي يتم التحكم في بياناته ومعلوماته الشخصية من قبل شركات التكنولوجيا إلى مالك حقيقي للبيانات والمحتوى.

فلن يضطر المستخدم بعد ذلك لمشاركة بياناته مقابل الوصول إلى المنصات المختلفة ، حيث سيستطيع الوصول من خلال عنوان المحفظة الرقمية الخاصة به. كما يمكنه أيضًا من خلال محفظته الرقمية التسوق من المواقع الإلكترونية المختلفة، والدفع باستخدام العملات الرقمية، دون أن تعرف هذه المواقع أي معلومات عنه.

علاوة على ذلك، لن يحتاج المستخدم في الجيل الثالث من الإنترنت إلى استخدام حسابات مختلفة لجميع المنصات والأنظمة الأساسية، بل سيتمكن من تصفح هذه المنصات باستخدام حساب أو عنوان رقمي واحد فقط. بالإضافة إلى كل ذلك، سوف يمكّن الإصدار الثالث من الإنترنت مواقع الويب والتطبيقات من تقديم معلومات مخصصة لكل مستخدم.

رؤية مستقبلية للـ Web 3

على الرغم من أن الويب 3 لا يزال في مهده، ولم يتم الانتقال إليه بشكل كامل حتى الآن، إلا أنه يتطور بسرعة كبيرة للغاية، وهو ما ينذر بثورة تقنية من المتوقع أن يشهدها الإنترنت، خلال السنوات المقبلة.

ففي ضوء الخصائص العديدة التي يتمتع بها الجيل الثالث من الإنترنت، والتي تعالج مشكلات الجيل الثاني من ناحية، وتقدم العديد من الميزات الإضافية للمستخدمين مثل الآمان واللامركزية من ناحية أخرى، فإنه من المرجح أن نشهد تحولًا ملحوظًا تجاه الويب 3.

ولكن من المتوقع ألا يتم هذا التحول في يوم وليلة، فمثلما تم الانتقال من الويب 1 إلى الويب 2 بشكل تدريجي، فسوف يتم أيضًا الانتقال إلى الويب 3 بنفس الشكل.

شرح الويب 3

الخلاصة

تلخيصًا لما تم ذكره في هذا المقال، يمكننا القول بأن الإنترنت يتطور بشكل مستمر، وتتطور معه الإمكانيات والمميزات التي يتم تقديمها للمستخدمين. فعلى الرغم من الإمكانيات الهائلة التي يقدمها الويب 3 للمستخدمين، إلا أنه لن يكون نهاية المطاف، فمن المتوقع أن نشهد خلال العقود المقبلة ظهور المزيد من الأجيال الجديدة للإنترنت، والتي سيحمل كل منها خصائص جديدة، تعالج عيوب الجيل الذي يسبقه، وتقدم المزيد من المزايا للمستخدمين.

UpYo NFT
Author profile

سواء كنت ترغب في التعرف على NFT أو Blockchain أو Web3.0 أو Metaverse أو أي تقنيات ناشئة أخرى ، فلدينا الموارد الحيوية التي من شأنها أن تنير وتساعدك على اتخاذ قرار مستنير.

UpYo NFT
المنشورات ذات الصلة
مشاهدة الكل