دار الإفتاء في مصر ترد على تساؤلات جواز الحج في الواقع الافتراضي
هل يجوز أداء فريضة الحج في العالم الافتراضي؟ هذا هو التساؤل الذي بدأ يثير فضول الناس بعد مناقشته في إحدى البرامج التلفزيونية، بعد أن سبق وظهرت هذه التقنية في موسم الحج الماضي.
وبعد أن ظهرت افتراضات حول شرعية ومدى قبول مثل هذا الفعل وتوافقها مع صحيح الدين، جاء رد الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، ليوضح أنه لا يُسمح بأداء الحج في الميتافيرس لأن ذلك يتعارض مع الشرع.
هذه التصريحات أدلى بها الدكتور أحمد ممدوح خلال ظهوره في برنامج “مع الناس” وتنقالتها مصادر محلية في مصر، حيث أكد الدكتور أحمد ممدوح أن “الميتافيرس” هو عالم افتراضي يحمل مفهوم الآفاتار، الذي يمثل الإنسان بشخصيته وشكله رقميا وليس فعليا.
وأوضح أن هذا العالم غير حقيقي، وفيه يمكن للأفراد ممارسة أنشطة لا يمكنهم فعلها في الواقع والعيش بكل تفاصيل الحياة.
وبناءً على ذلك، أوضح أنه لا يجوز استخدام الميتافيرس في أداء فريضة الحج، لأن ذلك لا يحدث في الواقع ولا يتم على أرض الواقع.
وبالتالي، لا يُعتبر هذا الفعل حجًا حقيقيًا، حيث يجب أن يكون الحاج قد قصد بيت الله الحرام وتحرك من موقعه الفعلي.
وختم الدكتور أحمد ممدوح تصريحاته بإشارة إلى فائدة إضافية من الممكن تحقيقها من استخدام الميتافيرس، وهي استخدامها لأغراض تعليمية أو محاكاة مناسك الحج للأطفال أو الكبار.
تجربة الحج في الميتافيرس
وكانت قد ظهرت في السنوات الأخيرة مجموعة من المنصات الرقمية التي تتيح للمهتمين فرصة زيارة الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة عبر عالم ميتافيرس الافتراضي.
وقد أصبحت هذه المنصات تقدم جولات افتراضية تشمل زيارات للكعبة المشرفة، وفرصة المشاركة في مناسك الحج افتراضيًا، وكذلك تجربة المشاركة في صلاة القيام خلال شهر رمضان.
وكان قد ذكر موقع “إيورو نيوز” أن هذه المنصات الرقمية، المعروفة بمصطلح “الواقع الافتراضي الديني”، أصبحت لها تأثير واسع النطاق بين المهتمين بزيارة الأماكن المقدسة في الشرق الأوسط وحول العالم.
ويُشار إلى أن هذه المنصات متاحة للمسلمين من جميع أنحاء العالم، حيث تم إطلاق إحداها عبر وكالة باسم “بي سوشيال”، والتي توفر تجربة زيارة الأماكن الدينية في مكة والمدينة المنورة من خلال عالم الميتافيرس.
وتمكّنت هذه المنصة من السماح للمشاركين من أداء مناسك الحج والوقوف إلى جانب المصلين خلال صلاة التراويح في أيام شهر رمضان عبر الواقع الافتراضي.
هذه التجربة أطلقتها المنصة عبر مشروع باسم “تجربة مكة” وكالة “بي سوشيال”، ويعتبر استخدامًا فعّالًا لتقنية “جوجل كاردبورد”، التي تقدم أحدث البيانات حول هذه المواقع، مما يسمح بتجربة افتراضية عبر الهواتف الذكية دون الحاجة إلى نظارات الواقع الافتراضي.
وتأتي هذه المحاولات والمشاريع الرقمية في سياق تطور العوالم الافتراضية، التي أصبحت محط جذب للشباب الذين يفضلون استخدام أجهزتهم الذكية.
وتُظهر هذه المحاولات الرقمية الدينية استخدام التكنولوجيا لتقريب المسافات بين الأجيال، والتفاعل مع المواقع الدينية المهمة.
قم بالإشتراك على أخبار UPYO لإستقبال جميع الأخبار العاجلة والجديدة ومتابعة كل التطورات بشكل مباشر في مجال الويب 3.0